بَرلمانْ تَشريع أم بَرلمان إثارة الأزمَات؟

 

 

ليسَ غريباً ..ما يَحدثْ داخل قُبة البَرلمان العِراقي , لكن الغَريب إثارة مَواضيع لا تَحمِل أيُ أهمية بالنسبة لمصلحة الشعبِ والوطن , وكان من المَفروض إثارة المواضيع التي تُحفز النواب على سَنْ قوانين الاستثمار والخَدمات ومَطالب الشَعب الأخرى.

للأسفْ ,ونَحنُ في هذا الوقت يُحاول بعض السِياسيين والنواب إثارة النِزاعات الطائفية ويبتعدون عن ما هو ذات أهمية بالنسبةِ للمواطن.

ينتظرُ المواطن من المسؤول التشريعي في البرلمان أن يستثمر وجوده ليطالب بتشريع القوانين التي تَصب لصالح المواطن ,إن ما يَحدث داخل قبة البَرلمان ,يَجعل المواطن يفكر الف مرة قبل أن يعيد انتخاب الموجودين من السياسيين في الحكومتين التنفيذية والتشريعية ,و ما حصل في جلسة البرلمان الماضية بين أعضاء من القائمة العراقية و أعضاء ينتمون للتحالف الوطني ,ما هو إلا تصرف مخيب للآمال بالنسبة للمواطن الذي ينتظر من هؤلاء البرلمانيين الإيفاء بوعودهم التي قطعوها أمام من أنتخبهم قبل ثلاث سنوات ونيّف وهم على اعتاب نِهاية حُقبتهم البرلمانية التي للأسف لم يجني ويشهد منها الشعب العراقي غير (خراب البيوت)!,ومن الواضح انهم لا يودون الوداع بشكل لائق .!

أن ما حصل داخل أروقة البرلمان العراقي يثير النعرات الطائفية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون عاملاً مساعداً لتوحيد الرؤى والتوجهات التي تخدم المواطن بل يسهم بتعكير الأجواء وإضافة توتر جديد يخيم على علاقة السياسيين فيما بينهم , وبالتالي ولادة أزمات جديدة ,نحن جميعاً في غنىَ عنها

سؤال موجه الى سيادة النائب حيدر الملا : هل قانون إزالة صور علماء الدين التي تُلصق في بعض شوارع بغداد ,أهم من الاهتمام بقانون البنى التحتية وتشريع القوانين التي تعوض المواطن ما لحقه من ظلم في المرحلة السابقة ..؟وهل من اللائق أن تكون ردةُ فِعل بَعض النواب بالطريقة التي حَصلتْ وضرب النائب المُلا ؟..

العملية السياسية في العراق بحَاجة الى تنازلات وجدية في التعامل بين جَميع الأحزاب التي تسهم والتي لا تسهم في العملية السياسية وايضاً التي تشترك في الحكومة الحالية ,على الجميع الابتعاد عن أثارة الأزمات والبدء بتشكيل تحالفات وطنية وتحالفات تشترك في صناعة القرار ,لتخرج المواطن من الأوضاع المتردية سواءٌ الامنية أو الخدمية ,وتُدخل في نفس المواطن الأمل بتشكيل حكومة وطنية قادرة على لَمّ شمل جميع العراقيين بدون استثناء وتوزيع ثروات العراق بالتساوي وبدون أي حَيفٍ أو ظُلم ,وبذلك سيتم القضاء على الإرهاب من الشمال الى الجنوب والقضاء على البطالة , واذا ما حصل ذلك سيكون العراق في مصاف الدول المتقدمة وسيعود العراق الى موقعه المتقدم في الشرق الأوسط ,وعكس ذلك سيتقسم العراق لا سمح الله وستتجه الأمور نحو تشكيل فيدراليات طائفية وهذا ما أتوقعهُ من برلمان يَصنعُ الأزمات ولا يُشرعْ قوانين لِصالح الشَعب !.