التنافس الأنتخابي الحر بين الكتل السياسية أمر مباح لكل الأطراف السياسية , فهو إشارة للنضج السياسي والثقافي للأطراف السياسية .. التي تمني النفس برضا الناخب العراقي , فالوليد الجديد ولد بمخاضٍ عَسر .. سمي بالعراق الجديد بعد سنوات عجاف من الحكم الدكتاتوري المقيت ..الذي كان فيه صنم العراق يختزل التأريخ والجغرافية.. لبلد الأنبياء والمرسلين والأئمة الأطهار والصالحين بقوله ( أذا قال صدام قال العراق ) , ليتلقى هذا الوليد السهم المثلث الذي أصاب جسده من بعض الأهل والجيران , تارة بأنفاس طائفية وحسب المرتكز الذهني( هذا ما رئينا أباءنا وأجدادنا عليه ) أو قومية , وتارة أخرى من شريك الطائفة والوطن والمظلومية ! .
في الحملة الأنتخابية الأخيرة لمجالس المحافظات , أدلت الأطراف السياسية المتنافسة بدلوها الأنتخابي وبرنامجها التي تلزم نفسها بتطبيق بنوده في حالة الفوز بثقة الناخب, ففي بصرة الخير يتنافس المتنافسون , فهي المنفذ المائي الذي يطل منهُ العراق الى الخليج والعالم , وهي موطن الخزين النفطي الضامن لأجيالنا القادمة والذي يقدر بـ 80% من أحتياط العراق النفطي , وهي موطن النخيل والثمار , لم يشفع لمواردها المالية والبشرية أن تكون موطن الحرمان , والجوع , والعوز في النظام الديمقراطية والنظام الدكتاتورية , ولم تنصف وهي الموطن لأهات الأرامل واليتامى في مغامرات النظام الفاشي.. الذي حكم العراق بالنار والحديد , فقائمة دولة القانون التي يقودها السيد نوري المالكي ..والقوى المؤتلفة معه في السلطة التنفيذية في الحكومة المركزية والحكومات المحلية , لتعلن في حملتها الأنتخابية في البصرة الفيحاء .. " يجب أن يكون الحد الأدنى من مشروع البترو دولار لا يقل عن 5% من الصادرات النفطية المستخرجة من أرض البصرة " , لتقابلها قائمة كتلة المواطن التي لا تملك الوهج الحكومي.. في الكابينة الحكومية التي شكلت على ضوء أتفاقية أربيل ..التي لا يعلم ببنودها الا الله والراسخون في العلم , وهذا مصداق لقول المتنبي " أن كنت تدري فتلك مصيبة .. وأن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم ), فكتلة المواطن التي يتزعمها السيد عمار الحكيم أعلنت عن مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية في وقت كان فيه محافظ البصرة ينتمي لدولة القانون , وهذا دليل ان المشروع المطروح لا يحمل صبغة سياسية , ولا مصالح حزبية ضيقة , ولا طائفية مقيتة , فهو قريب من هموم الوطن و المواطن , كون البصرة.. لؤلؤة العراق التي تنعش دخل المواطن العراقي من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب , فهو مشروع يساهم في رسم البهجة والسرور في نفوس المحرومين من الماء الصالح للشرب , والبيئة النظيفة , فالغازات السامة المصاحبة لعملية الأستخراج النفطي .. يستنشقها المواطن البصري .. ليتنعم بخيارتها أبناء العراق بكل أطيافهم .. بما فيهم المستشار الموالي للحقبة الماضية للآسف الشديد .. الذي وضع العصى في عجلة هذا القانون .. فهل جزاء الإحسان الا الإحسان !, أليس من المؤلم أن تعطي البصرة 70% من ميزانية البلد وهي تستغيث ..والى متى تستغيث ! من هنا نتسأل بألم .. لماذا يستكثر على الأم ( البصرة ) التي تهب كل شيء.. ولا تحصل على أي شيء , ولماذا يستكثر على هذه المدينة ان تشمر عن ساعدها .. لتوازي الثقل التجاري في إسطنبول ودبي ..وهي الأغنى فيما تعطي وفيما تكتنز.
ان الحقوق تؤخذ ولا تعطى .. وعلى مجلس محافظة البصرة.. الذي نال ثقة البصريين ان يعي جيدا" .. بضرورة إرجاع مشروع البصرة عاصمة العراق الأقتصادية الى قبة البرلمان .. بعد ان تم سحبهُ من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء .. بسبب الأنتماء السياسي لمحافظ البصرة ! , فالممارسات القانونية , والضغط العشائري , وتسخير خطب الجمعة السياسية , والنزول للشارع ..والإشارة الى أيقاف تصدير النفط ليوم تجريبي .. كإجراءات من شأنها .. أن تزحف لكم السلطات التشريعية , والتنفيذية , والقضائية ..الذين ينعمون بالخيرات ( السحت ) .. فالحق يحتاج الى بعض الضجيج لإظهاره في بعض الأحيان , وليعلموا جيدا" ان لعبة شعار الصبيان (لو ألعب لو أخرب الملعب ) ولى من زمان والسلام .