أليسَ فيكم رجلٌ يغضبُ الى هذه الدماء ؟ |
لم نطالب بالثأر...فالثأر لايتحققُ إلاّ بعد الغضب …. لكنّا نخاطبكم بأضعف الإيمان … برد الفعل الطبيعي لكل غيورٍ على دماء أهله …الغضبُ الذي يمثّل الغيرة والنزعة الصادقة اللاإرادية لكل شريف ... أخطر ما ماينحدر إليه الإنسان وأسوأ ما يركن إليه المسؤول تحديدا... أن يفقد هذه الغيرة وان لاتأخذه الحميّةُ على أبناء جلدته حتى في لحظات وقوع الجريمة...لقد أوغل في دماءنا ، ابناءُ الزانيات من عربِ الخنى وبتواطيءٍ من موبوئي الحقدِ الطائفي في داخل العراق ... كلُّ أولئك تشاركوا وتآمروا على شعبٍ ليس له ذنبٌ إلاّ أن يريد أن يحيى آمناً على أرضهِ. فأكثروا فيه القتلَ والدمار..يقابل هذا التمادي وهذا الإستهتار بدماء الأبرياء تهاونٌ وتراخ من قبل الجهات الأمنية المعنية بحماية أمن المواطن !!! ولم يرافق مشاهد السيول الدموية المتواصلة غضبةٌ أوردة فعلٍ مِنْ رجلٍ أو رجالٍ سياسيين أو أمنيين تبعثُ في نفوس الإرهابيين شيئاً من الخوف وتضع حداً لتكرار جرائمهم ولو ليومٍ واحدٍ ، بل نرى العكس ، يتُكرر المشهد الدموي ويكرر الإرهابيون جرائمهم بكلِّ تحدٍ وإستهتار !!! نعم قد سمعنا وأستمعنا كثيراً لرفض وإستنكار السياسيين العراقيين لكل جريمة تحدث … وسمعنا تحليلاتهم وتشخيصاتهم وإتهاماتهم لجهة ما أو دولة ما وتارة لشخص ما بعينه كما صرّح بذلك أحد أعضاء دولة القانون بإتهام بندر بن سلطان بن عبد العزيز السعودي بأنه المموّل للجرائم الإرهابية التي تضرب العراق ...ولكن هذه الوسائل ولغة الإستنكار وحتى تشخيص الأسباب والدوافع الكامنة خلف هذه الجرائم ومعرفة مموليها كل هذه المعلومات هي ليست حكراً على السياسيين والقادة الأمنيين فحسب ...بل يمتلكها ويصرّح بها المراقبون والكثير من المواطنين على كافة المستويات ، الجميع يستنكر ويرفض ويشخص دوافع وأهداف الجريمة ولم يعد هناك أي أمرٍ مخفيٍ عن المواطن ، بل بعد تنفيذ كلِّ جريمة تصدر التصريحات من الجهات التي نفذتها كنوع من التحدي للحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية !!!وهي تفتخر وتتوعد بالمزيد !إذن كل ما سمعناه ونسمعه من تصريحات وتنديدات وتحليلات ، لاقيمة لها على أرض الواقع المخضب بالدم ... وتذهب جفاءاً وليس لها من الأهمية الأمنية ماينفع ويحفظ أرواح الأبرياء… وحتى مايجري الآن بمايسمّى عمليات ثأر الشهداء قد زادت معها عمليات التفجير بشكل غير طبيعي !!! دائما نسمع إتهامات الى قطر والسعودية بتمويل الإرهاب ، ولكن ماهي الإجراءات التي إتخذتها الحكومة ضد هذه الدول ؟ الإجراءات هوسٌ محمومٌ وتوسلٌ مُذلّ وأمنياتٌ بائسة على أن يترضّى عليهم خادم الحرمين ويستقبلهم في مملكة الإرهاب !!! ولو سلمّنا جدلاً بأنّ للسعودية أهمية سياسية وستراتيجية يحتاجها العراق ولو أنه غنيٌّ عن هذا الإفتراض...ولكن على سبيل الفرض فتبيح تلك الأهمية للمسؤولين العراقيين التوسل وإسترضاء السعوديين... فما أهمية قطر العاهرة بالنسبة للعراق ؟ وماهي قيمتها؟ قطر التي لايتعدى دورها دور العاهرة في المنطقة ...فنصيبها من الشرفاء الإحتقار ! لقد مارست كل ما يُسيء للعراق وسمعة الشعب العراقي ...ففي مؤتمر القمة البائس أستدعت طارق الهاشمي المحكوم بالإعدام لحضور المؤتمر تنكيلا بالقيادة العراقية (الشيعية) إلاّ إنّ السيد خضير الخزاعي المُنّكل به سبق الهاشمي بالحضور ليحضى بشرف الإستضافة عند موزة ...وكم تمنينا حينها ان يكون تمثيل العراق بمستوى ادنى ، إلاّ إنّ إمنياتنا ذهبت أدراج الرياح …! ليس هذا مايهمنا الآن ؟ مايهمنا ارواح الأبرياء التي تُزهق بشكل يومي ... وبطريقة وحشية يندى لها جبين الإنسانية إلا جبين العرب...الى متى سنبقى على هذه الحال ؟ وهل هناك في الأفق أملٌ بظهور رجلٍ يكفرُ بالإرهاب والأرهابيين ويضعُ حداً لهذا الإستهتار ؟؟؟ نتمنى ذلك ونرجو أن يكون قريبا ... |