الضربة العسكرية، بعد ساعات أو أيام



طائرات مقاتلة مزودة باحدث انواع التكنلوجيا، حاملات طائرات تجوب البحار والمحيطات، صواريخ عابرة للقارات، سواء تلك المعروفة او انواع اخرى جديدة، القيادات العسكرية للدول الغربية وبمشاركة بعض الدول العربية تعقد اجتماعات متتالية، برلمانات وحكومات في القارات جميعها تدعو الى اجتماعات متتالية، هذه ليست مقدمة لافلام الاكشن بل هي حقيقة على ارض الواقع لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا وكما تقول العواصم الغربية عقابا للنظام السوري لاستخدامه اسلحة كيمياوية، هذه التحركات يجب النظر اليها بالجدية، وليست بالشعارات والتلاعب بالالفاظ، لان الضربة العسكرية تعني احداث دمار ولابد السعي لتجاوزها وفق منطق العقل وليس بالعاطفة، الاحداث تتسارع في سوريا، المدمرات والطائرات العملاقة والاساطيل البحرية توجه فوهاتها نحو العاصمة دمشق بانتظار ساعة الصفر للضربة الاحتمالية او الوشيكة، الاستعدادات الامريكية والبريطانية وحسب تصريحات خبرائها ومسؤوليها العسكريين فان الامور تتجه نحو توجيه ضربة عسكرية، ولكن التقديرات للضربة مختلفة بين ضربة عقابية محددة لعدم استخدام السلاح الكيمياوي مستقبلا، او ضربات مستمرة لحين اسقاط النظام اي بمعنى حرب شاملة.
العواصم الغربية وبرلماناتها وحكوماتها في حالة انعقاد مستمرة لمناقشة الاحداث في سوريا، التساؤل الان في اوساط المتابعين لملف المنطقة هل يكون التدخل او الضربة العسكرية الوشيكة لدعم المعارضة السورية للمساهمة في اسقاط النظام في سوريا، ام تكون عقابية للنظام فقط؟ الولايات المتحدة اعلنت ان الرد لايتعلق باسقاط النظام اوانما عقابا على استخدام الاسلحة الكيمياوية، وكيف ستكون تداعيات الضربة على المنطقة بعد ان حذرت السلطات السورية الولايات المتحدة من اي عمل عسكري بسبب ما يشتبه بأنه هجوم بأسلحة كيماوية في الحرب الاهلية السورية قائلة ان ذلك سيوجد “كتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الاوسط” واحتمالية وقوعها بعد ساعات او ايام قلائل، في خضم هذه الاجواء الملتهبة كيف ستكون الصورة المستقبلية للمنطقة بعدها والتي حتما في حال وقوعها وقبل ذلك تؤدي اختلاف في المواقف بين مؤيد لها ومعارض، وهل بامكان معارضي توجيه الضربة العسكرية منع وقوعها؟ الاجابة قد لاتكون بالسهولة ولاسيما بعد التصريحات الروسية الحليفة لسوريا والتي جاء على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف حين قال (إن روسيا لن تخوض حرباً مع أحد في حال جرى التدخل العسكري الغربي في سوريا).
اين العراق من الاجراءات لمواجهة التداعيات باعتباره قريبا جدا وعلى تماس مع ارض الحدث؟ هل عقدت الحكومة المتمثلة بمجلس الوزراء جلسة خاصة لدراسة الاوضاع واتخاذ القرارات المناسبة؟ هل تمت الدعوة لعقد جلسة خاصة لمجلس النواب لاتخاذ القرارات اللازمة في مواجهة التداعيات حال وقوع الضربة العسكرية؟ نعم الموقف العراقي الرسمي ياتي ضمن تصريحات وبيانات رئاسة مجلس الوزراء ومستشارية الامن الوطني تعلن باتخاذ كافة التدابير اللازمة تحسبا لاسوأ الامور”، ولابد من تشكيل غرفة خاصة او لجنة او اية تسمية اخرى لمواجهة كل الاحتمالات كنزوح اللاجئين مثلا وتهيئة الخيام اللازمة والادوية والمستشفيات الميدانية لاستقبال اهالي سوريا، واتخاذ اجراءات امنية لعدم استغلال الاوضاع من قبل المتشددين والارهابيين بالتسلل الى الاراضي العراقية، في ظل الخروقات الامنية المستمرة واخرها ما حدث في العاصمة يوم امس الاربعاء 28 آب الجاري، ومن هنا هاجس القلق يخيم على الشارع من تداعيات اية حملة عسكرية، الجهات المسؤولة عليها ان تبعث برسائل الاطمئنان للشارع العراقي وبأي شكل كان بعيدا عن المواقف الرسمية من احداث سوريا لمواجهة الاحتمالات كلها.