متى يبكي الطيب اردوغان ؟

 

نعم السياسة فن مرةٍ كوميدي واخر تراجيدي وعلى الرغم من اني لست مولعاً بالمسلسلات التركية الا ان ما يثار عنها انها تستقطب الكثير من المشاهدين الفارغيين او ان ثمة سحر يجذب المرء للمشاهدة سيما وان للترك فن قديم في السحر وفعلاً تدلنا التجارب على ان العديد من العراقيين استهوتهم السياسة التركية فراحوا يمجدون ويطبلون لها ويساهمون في دفع تركيا اعادة امجادها وهذه دالة السحر. ومع اني اتودد لزيارة تركيا والاختلاط ببعض الاخوة الاتراك الا اني اتحفظ على كل ذلك عندما ارى ثمة تعارض او تقاطع مع مصلحة الوطن مهما كانت الروابط او درجة الاغراءات التي تحاول استمالتي والتي استمالت البعض ليكونوا لسان حال تركيا وهذا بتقديري ينطبق على كل من تذهب به اهواءه للغوص في بحر العمالة من حيث يدري او لا يدري.
قبل اربعة سنوات وبالذات في ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) وجه اردوغان خطبة تاريخية فذة جذبت لها العديد من الشيعة وقد تعاطف المجتمع العراقي معها بحيث وزع كراس في بعض الدوائر يمجد بها ويعتبرها وثيقة ابدية تحول مجرى العلاقة الشكلية الى علاقة ستراتيجية علاقة حسن جوار متبادل. ومع مرور الزمن وتقادم الايام واشتداد الازمة في العراق واتضح ان من اسباب تلك الازمة الامنية هو تدخل دول الجوار ومنها تركيا واخرها اتهام ياسين مجيد عضو مجلس النواب ومستشار المالكي وبوثائق قال انها دامغة تدين دول الجوار ومنها تركيا وهذا شيء مؤسف اذ كان على تركيا ان تكون الجانب المؤثر في استقرار العراق ذعره وتطوره وخلق المنافع المتبادلة بين الشعبين على اساس المصالح المشتركة ولكن هناك حقيقة لا تستوعبها الامبراطوريات اذ ان احلامها التاريخية والقومية يجعلها تبحث عن مرجعيات جديدة تسول لها التدخل هنا وهناك لا عادة امجادها متكئة على ضعاف النفوس والوطنية والذين اغواهم شيطان المال او شيطان العمالة وهذا لا يستثني اي امبراطورية تريد النيل من العراق واذا كان لتركيا او غيرها امتداد سياسي في الوطن العربي فليكن امتداد مصالح كما قلنا ويدخل ضمن خدمة الشعوب تحت يافطة السلام والمحبة والتعاون.
اقول ذلك وان اشاهد كلمة السيد الطيب اردوغان وهو يحاكي الناس عن حزنه والمه على مقتل ابنة البلتاجي احد اقطاب الاخوان المسلمين ولا بأس في ذلك الحزن على شابة تقتل ولكني اسأل السيد اردوغان ومن على شاكلته الم تبصر عيناه او يحرك ضميره مئات الاطفال والشباب والشيوخ الذي يتساقطون بفعل الارهاب القادم عبر الحدود من تركيا وسوريا وايران والسعودية والاردن والكويت وهذا الارهاب هو جزء لا يتجزأ من سياسة الاحزاب المرتبطة بالقاعدة والتي تشرع للقتل والدمار.
نعم حدثت في مصر ثورة ارتدادية او حصل انقلاب ضد الاخوان المسلمين فهل هذا مسوغ لاي طرف التدخل في شأن مصر واذا كان البكاء على ابنة البلتاجي اين كان اردوغان عندما سحل محمد شحاته واين كان عندما سقط العشرات من رجال الشرطة المصريين الابرياء وهم يؤدون واجباتهم تجاه حماية مصر ثم الا يتذكر سعادة اردوغان الشرطةالتركية عندما قمعت المتظاهرين في تقسيم وغيرها من المدن التركية , كنت اتمنى ان يبكي اردوغان على كل الضحايا الذين يتساقطون بفعل الارهاب في العراق او تركيا او مصر سيما وهو قائد (اسلامي) وصفة القيادة الاسلامية هي الرحمة والمحبة والتسامح اليست هذه حقيقة يا ايها النشامى المدافعين عن هذه السياسة وتذكروا ان العراق ومصر وشعبيهما هم الارث الحضاري للعالم.