نحو قانون انتخابات امثل

 

لا شك ان العراق بحاجة الى خلق قانون انتخابات جديد يعبر عن الروح العراقية الواحدة المتطلعة نحو المستقبل نحو السمو

للاسف ان الكثير من القوى السياسية تنطلق من واقعها الحالي كأنما الدنيا واقفة لا تتحرك لهذا فأنها تستغل كل ما يمكن استغلاله حتى وان كان مضرا بالشعب وهذا من اكبر الاخطاء الذي ترتكبه هذه القوى بحقها اولا وبحق الشعب ثانيا

لا تدري ان الحياة تتحرك الى الامام والى السمو ليس هناك شي ثابت كل شي يتغير فالصغير يكبر والكبير يصغر والضعيف يقوى والقوي يضعف والذي يملك تأييد جماهيري الان قد لا يملكها غدا والذي لا يملك تأييد جماهيري الان قد يملكها غدا

لهذا على القوى الوطنية جميعها ان تنطلق من مصلحة العراقيين جميعا كما عليها ان تنطلق من الحاضر الا انها في الوقت نفسه تفكر في المستقبل وترسم صورة في في ذهنها تصوره وتبدأ في بنائه عمليا

اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان قانون الانتخابات الحالي غير مجدي ولم يحقق الاهداف المطلوبة التي تحقق طموحات الشعب لانه

اوصل الى قبة البرلمان عناصر غير كفوءة بل انتهازية هدفها خدمة مصالحها ومصالح الذي اوصلها

كما ان الكثير من هؤلاء لم ينالوا ثقة الشعب اي انهم لم يحصلو على الاصوات المطلوبة للوصول الى البرلمان هل تصدقون من 325 عضو في البرلمان لم يحصل غير 17 عضو على الاصوات المطلوبة اما البقية فحصلوا على عضوية البرلمان بالواسطة والفهلوة والتملق ومسح الاكتاف لهذا كانوا وباء على الشعب العراقي وعلى العراق لان كل هدفهم مصالحهم جيوبهم لهذا كثر الفساد والمفسدين واصبحنا بفضلهم بلد الفساد والمفسدين الرشوة استغلال النفوذ والدعارة

ثالثا كثير ما يضع الناخب في حيرة لا يدري ماذا ينتخب لكثرة القوائم والمرشحين مما يشجع على خلق ونشر التزوير باشكال مختلفة

رابعا يؤدي الى ضياع الكثير من الوقت والجهد وهذا يؤدي الى حالات من الفساد والاختلافات وعدم الثقة

خامسا لا يسمح بالتغيير والتجديد فالوجوه هي نفس الوجوه منذ تحرير العراق في 2003 وحتى الان

لهذا لا بد من اصدار قانون للانتخابات ينهي هذه الاشكاليات وهذه السلبيات ويضع الانسان المناسب في المكان المناسب وهذا القانون يتضمن مايلي

اولا اعتماد الترشيح الفردي والابتعاد عن ترشيح القوائم

ثانيا تقسيم العراق الى 325 دائرة انتخابية وكل دائرة تنتخب وتختار عضو واحد للبرلمان

كل من يحصل على اعلى الاصوات هو الفائز في عضوية البرلمان في كل دائرة

ثالثا تقليل رواتب وامتيازات اعضاء البرلمان وعلى عضو البرلمان ان يشعر انه جاء لخدمة الشعب وانه يحمل مشروع لبناء العراق وتطوره وتحقيق طموحات الشعب في حياة حرة كريمة وسعيدة لا ينهب الشعب ويدمر الوطن لا ينصب تفكيره على جمع المال وبناء القصور والحياة المرفهة المنعمة على حساب مصلحة الشعب والوطن بل يرى راحته في راحة الشعب وسعادته هي سعادة الشعب

رابعا وضع عتبة معينة من الاصوات لكل مرشح لم يحصل عليها يغرم غرامة كبيرة وبهذا نضع سدا بوجه غير المؤهلين الذين في نفوسهم مرض

لا شك ان هذه الحالة ستخلق الكثير من الايجابيات وتقتل الكثير من السلبيات

اولا سيحدث تفاعل بين المرشح وبين الناخب وحالة من التقارب بحكم ان الجميع من منطقة واحدة واحدهم يعرف الاخر معرفة مباشرة وحتى اذا لم يعرفه بشكل مباشر فانه يعرفه بشكل غير مباشر بواسطة معارف واقارب احدهم الاخر

ثانيا اذا فاز هذا المرشح فانه من ضمن المنطقة واهلها فزيارة الناخب له او زيارة العضو للناخب تصبح امرطبيعي وبهذا يسهل للمواطن طرح همومه ومعاناته ويسهل للعضو معرفة ذلك بدقة وسهولة

ثالثا تدفع النائب الى الدقة والاخلاص في عمله وتدفع المواطن الى معرفة سلبيات وايجابيات العضو الذي يمثله ومن خلال ذلك يحدد موقفه منه سواء في الانتخابات القادمة او في خلال تحمله المسولية

وهذا يتطلب منح ابناء الدائرة الحق في اقالة ممثلها في البرلمان اذا ثبت عجزه او تقصيره وفق قانون يحدد ذلك الحق ويجيزه اقالة عضو البرلمان اعادة الانتخاب في الدائرة يسمح له المشاركة لا يسمح له

وبهذا اقتصرنا الكثير من الوقت والجهد والمال وسهلنا للمواطن الاختيار السهل والصحيح وابعدنا العملية الانتخابية من التزوير والفساد والقيل والقال

كما انه يقتصر الوقت ويساعدنا في اعلان نتائج الانتخابات بعد ساعة واحدة من موعد انتهاء الانتخابات وفي حالة وجود اي شك من السهل معرفته

وبهذا نضمن تجديد وتغيير اعضاء مجلس البرلمان وكل المسئولين والبقاء للاكثر صلاحا واكثر تضحية واكثر اخلاصا

وبهذا نضمن وصول الانسان النزيه الشريف صاحب القيم والمبادئ الى قمة البرلمان وبهذا نكون مطمئنين على انفسنا وعلى اموالنا وعلى وطننا لاننا اخترنا انسان هدفه حمايتنا لا حماية نفسه يخدمنا لا يخدم نفسه