الحلم الديمقراطي!!

 

 

الأحلام تتحقق بالإرادة والإصرار , والتواصل والإيمان المطلق , بقدرات الذات , ومؤثرات الموضوع.

فالأحفاد يتمتعون بأحلام الأجداد.

والأبناء يعيشون أحلام الآباء.

فكل جيل يعيش حلم جيل أو أجيال سبقته.

فالحياة نهر يجري , وكل موجة صاحبة إرادة وتمتلك حلما , فتنهض متحدية التلاشي , ومعلنة أن حلمها سيتحقق.

والأمم والشعوب المعاصرة , حققت أحلامها , التي جسدها قادتها.

فالصين إنطلقت إلى أحلامها , بعد أن أوقد أنوارها قادتها .

وكذلك أمريكا , تعيش حلم القادة الذين إنطلقوا بمشروع الحرية والديمقراطية والعدالة الإنسانية.

فكل مجتمع يعيش حلما , ويحقق حلما بإرادة قادته.

والعرب في بداية إنطلاقهم , حققوا أحلاما دعى إليها قادتهم , إبتداءً من الرسول الكريم , فكانت أيامهم أحلاما , وأقوالهم طاقات أفعال , غنية بالإرادة والإصرار , والإيمان بتحقيق الأحلام.

والتأريخ الإنساني , يحدثنا على أن أي حلم , لا يتحقق من غير قيادة مؤمنة به , وتسعى إليه بنكران ذات , وإخلاص وتواصل وتفاني وإصرار.

وفي مجتمعاتنا , تحول الحلم الديمقراطي , إلى وهم , وربما إلى مستحيل سياسي وفكري وثقافي وسلوكي.

وإلى سراب وإضطراب , ومأزق للدمار والخراب , وذلك لفقدان القيادة المؤمنة به حقا.

ولا تزال القيادة غائبة!

وبرغم الطاقات الحالمة , ذات القدرات الواعدة , لكن فقدان القيادة المتفقة مع إرادتها , والقادرة على توظيفها للإنطلاق نحو البناء والرقاء , تسبب في إنبعاجات مدمرة , وتأثيرات خطيرة , وتداعيات مريرة.

ودخل المجتمع في دوامة الإنهيارات الشاملة , التي أوجدت آليات التنافر والتناحر , والتماحق الوطني , والتشظي والتشرد الأليم.

فهل سنمتلك القيادة القادرة على تجسيد حلمنا , لكي نكون في عصرنا؟!!