الشعوب لا تصنع الديمقراطية!!

 

 

الحرية والديمقراطية لا تصنعها الشعوب الثائرة!

ولا تحققها الجماهير التي تريد!

الحرية والديمقراطية , تحتاج إلى قيادة حرة ديمقراطية.

وإذا غابت هذه القيادة , فلا يمكن لأي شعب , أن يصل إلى شيئ يتوافق مع أمانيه وتطلعاته.

فتأريخ الشعوب والثورات يؤكد , أن لا بد من القيادة , ومن العقول المُفكرة المُنظرة , الواعية المستشرفة للمستقبل , والمُدركة لآليات ووسائل إنجاز الأهداف والوصول للغاياتالثورية.

الشعوب لا تصنع شيئا من غير قيادة ذات رؤية ورسالة ,ووسائل ومهارات لازمة لتوظيف الإرادة الجماهيرية وإطلاق ما فيها من الطاقات وإستثمارها في بناء الحاضر والمستقبل.

وثوراتنا , يمكن تسميتها , بالثورات اليتيمة!

لأنها بلا قائد مؤثرولا قيادة مستوعبة لحركة التأريخ , وضرورات التفاعل الثوري الإنساني الذي يتفق وقوانين الصيرورة الصاعدة.

ولهذا فأنها تحولت إلى إنفجار وأجيج تنامى والتهب!

لكنه لم يجد مَن يتفاعل معه ويأخذه في مسارات , وطنية وإنسانية , وإبداعية ذات قيمة حضارية. ولهذا فأنها مضت تائهة , كالحريق الذي يلتهم الغابات.

مما إستدعى إستنفار التداخلات الفوية , لإخماده وتحويله إلى هشيم  ودخان.

ولا تزال ثوراتنا والتغيرات الحاصلة بالمنطقة في مأزق مأساوي شديد لإنعدام القيادة.

ولا يمكن لأية ثورة أن تحقق الحرية والديمقراطية وتتنعم بالحياة المعاصرة , ما دامت القيادة غائبة , ومنقطعة عنالتيار الجماهيري الذي صنع التغيير والثورة.

فالثورات العربية وبلا إستثناء  , تفتقر للقيادة التي تليق بها, وربما برزت بوادرها متأخرة في بعضها.

فلكي نصنع ديمقراطيتنا , لا بد لنا من قيادة ديمقراطية ,مؤمنة بالحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية , وتداول السلطة.

فهل ستلد مجتمعاتنا قياداتها الديمقراطية؟!!