ديمقراطية قطع الجسور.. العراقية
 
أعرف كثير من مواطن اللقاء والإتفاق بين اطياف الشعب العراقي رغم كل مزروعات الفتن التي بعضها آتتْ أُكُلها بينهم... ولكن دون تبشير بالحصول على نصر معنوي.. تجمعهم  مُشتركات،كبسطاء يعيشون شظف الحياة اليومية أكثر بكثير مما يفرّقهم دون إعتبار ذاك دراسةً إجتماعية على طريقة علي الوردي.. كان مع كل الوضع الأمني المزري هناك موضوع توجّهي عند عامة الناس نحو بوصلة واحدة مُتَفَقٌ عليها بينهم وهو الغبن والبون الواسع في مستقبل الوطن وهم يرون التفاوت الغريب- العجيب- المحيّر- المدّمر في رواتب وإمتيازات المسؤولين الذين أنتخبتهم أصابعنا ببنفسجية لاعقولنا... وبين عامة الناس من شريحة الموظفين والمتقاعدين... فقرر الشعب كله أن تكون له كلمة ذات صدى عميق في الحياة السياسية لمستقبل الوطن ذلك بالتظاهر السلمي الذي كفله الدستور العراقي .. وهو بات علكة ممضوغة بقسوة مع الاسف.. وحددوا موعد التظاهرة التي لاتوجد لها قيادات معروفة سوى إندفاع شبابي وكهولي وطني نحو إلغاء رواتب تقاعد النخبة الاولى من لاعبي الخط الاول في الدوري السياسي العراقي الذي هو أشهر من كل دوريات العالم السياسية والرياضية! ولكن التعكّز على الوضع الأمني وضع الذين يرومون التظاهر في محنة كبرى! إذ منعت الداخلية البغدادية منح التراخيص!! بل وهددت بالإعتقال لكل من لايلتزم بالمنع التعسفي! وفي بادرة غريبة نوعا ما على الوضع الاجتماعي والسياسي والامني العراقي  ولج  المحنة السيد رئيس الإدعاء العام العراقي!! أيضا وادلى بنصائحه الكريمة للمتظاهرين بعدم التظاهر! بينما الواقع الفني المرسوم هو توفير حماية قصوى للمتظاهرين والاستمتاع بإهازيجهم وراياتهم وأناشيدهم وحماسهم وعنفوانهم وغضبهم المتجمع كفورة بركان منتفض للتو!! ونقل هذه التجربة الديمقراطية العظمى لدول الطوق والصومال وموريتانيا وجيبوتي وزنجبار وساحل العاج وغينيا الاستوائية!! ثم النظر بعد 10-20 -30 سنة في المطالب المالية المحددة ودراستها بتشكيل لجان؟ من حاشية حمورابي للبت في شرعية هذه المطالب!! ولكن ماذا حصل؟ قطعت الحكومة جسور العاصمة بالكونكريت المسلّح! ومنعت الناس من الوصول لاهدافهم حتى لو كانت دكاكين رزقهم اليومية ومنعت سيارات المنفيست ذات اللوحات السوداء من العمل يوم السبت 31/8/2013 فقطعت أرزاق الملايين من العوائل من الوريد للوريد!! فكم من عائلة رزقها على عمل السيارة او لتسديد الاقساط الشهرية تفاجئت بهذا القرار الغريب؟ عاشت ديمقراطية قطع الجسور في العراق عاش البرلمان متنعما بإمتيازات الملائكة في ملكوت الارض والقادم لايكون آلمه حتما بمذاق الحاضر. هل رأيتم تظاهرات الغضب في محافظات العراق؟ هذه الجسور الحقيقية  المُشرعة نحو ديمقراطية  كفلها الدستور.