مقتدى الصدر بين الاعتزال والهروب أسباب ودوافع




بعد أن كان ما يعرف بالتيار الصدري أو جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر الذي استغل اسم أبيه " محمد صادق الصدر" لكي يستحوذ على قيادة أغلبية التيار الصدري , كان هذا التنظيم المليشياوي يعرف بالقوة ووحدة الصف إلا انه اصب حالان طرائق قددا وذلك بسبب ضعف قيادته المتمثلة بمقتدى الصدر وعدم فهمها وإدراكها للعمل السياسي , بالإضافة إلى عدم وجود مرجعية دينية تعطيه الغطاء الشرعي فبعد أن كان السيد كاظم الحائري هو المرجع الروحي لهذا التيار إلا انه تخلى عنه بعد أن سحب وكالته من مقتدى الصدر ليبقى الأخير وأتباعه بدن أي أب روحي ومرجع ديني , حتى وصل الحال بان مقتدى اخذ يفتي أتباعه ببعض المسائل الفقهية وغيرها من الأمور , الأمر الذي أدى إلى تفكك هذا التيار وتقسيمه , لان أغلبية أتباعه يعرفون حق المعرفة أن مقتدى لم يصل لمرحلة المقدمات في الحوزة العلمية فكيف يفتي الناس ؟! فقرر الكثير منهم التخلي عن الانقياد لمقتدى والانضواء تحت جهات وحركات سياسية تتمتع " بالغطاء الشرعي " أي لها مرجعية دينية روحية ومن أبرز هذه الحركات ما يسمى بـ ( عصائب أهل الحق ) وزعيمها الشيخ قيس الخزعلي الذي كان من القيادات البارزة في جيش المهدي والذراع الأيمن لمقتدى الصدر , فبعد أن أحس مقتدى الصدر بضعف قوته وتفكك تياره يوم بعد يوم قرر أخيرا الاعتزال والابتعاد عن الساحة السياسية , وبعد أن أحس انه سوف يبقى وحيدا قرر أن يلوذ بالفرار خارج العراق إلى إحدى الدول الإقليمية , وهذا الهروب وهذا الفرار جاء بعد أن صدرت بعض التوجيهات والفتاوى من بعض رجال الدين مثل السيد كمال الحيدري والشيخ قاسم الطائي التي مفادها إنهم يدعون إلى استلام التيار الصدري أو ما يسمى بجيش المهدي , الذي بدأ يضغط على مقتدى من الداخل والضغط الخارجي الذي ولدته هذه الفتاوى فأصبح مقتدى متحيرا ويرزح تحت ضغط لا طاقة ولا قدرة له على تحمله لذا قرر الهروب من الساحة السياسية والعراقية نهائيا , وإلا بماذا يفسر هذا الهروب خارج العراق ؟!