المسئولون يسخرون بالشعب ويخدعونه |
لا شك ان خروج الجماهير العراقية في هذا اليوم الى الساحات والشوارع وفي كل المحافظات العراقية ارعبت المسئولين وافزعتهم وجعلتهم في حيرة من امرهم لا يدرون ماذا يفعلون فاصبحوا سخرية الشعب حيث اصبحت اقوالهم تخالف افعالهم تماما وهكذا انكشفت حقيقتهم وبانت عورتهم وكانوا يعتقدون بأمكانهم يخدعون الشعب ويضحكون عليه فاصبح الشعب هو الذي يضحك عليهم ويسخر بهم نتيجة لهذه التصرفات المتناقضة والغبية الحقيقة ان الجماهير التي خرجت في هذا اليوم وفي كل المحافظات قد ارتفعت عن مستوى الطائفية والعنصرية الذي حاول المسئولون رسمه لهم ومنعوهم دون الخروج منه وقالوا هؤلاء هم العراقيون سنة شيعة كرد الا ان الجماهير كسرت هذا الحاجز وحطمت هذه القيود وارتفعت الى مستوى العراق وانطلقت بصوت واحد هو انا عراقي عراقي انا انطلق المسروقون والمحرمون والمظلومون يصرخون بوجه السارقين والظالمين والفاسدين اين حقي فخرج العراقيون بأسم العراق بصوت واحد وصرخة واحدة لا للفساد لا لنهب المال العام الغاء تقاعد اعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات والمجالس البلدية و اصحاب الدرجات الخاصة تخفيض رواتب المسئولين في الحكومة رئاسة الجمهورية قادة الاجهزة الامنية الغاء الامتيازات الخاصة الممنوحة للمسئولين الكبار وكانت مظاهرات حضارية ودليل على وعي الجماهير وحبها لوطنها والتزامها بالدستور وبكل المؤسسات الدستورية لا شك ان التظاهرات التي خرجت اليوم افرحت وسرت قلوب ونفوس كل العراقيين الشرفاء لان شعبنا تجاوز الطائفية والعنصرية بل كانت مبعث ثناء واعجاب من قبل الشعوب العربية وغير العربية وكانت هذه التظاهرة ضربة قاضية لكل من حاول ان يتاجر باسم الطائفية والعنصرية بل وضعتهم في زاوية ضيقة وكشفت حقيقتهم واظهرت الجماهير تمسكا بالدستور وبالقيم والاخلاق الديمقراطية ارعب كل القوى المعادية للعراق ولمسيرته الديمقراطية وكل القوى الظلامية الفاسدة التي لا تريد للعراق خيرا قلنا تظاهرات اليوم ارعبت المسئولين واخافتهم وجعلتهم يدركون الخطر المحدق بهم فكانوا يعتقدون ان الجماهير من السهولة السيطرة عليها والتحكم بها حسب ما يريد المسئولين فاتضح لهم ان الجماهير حطمت تلك القيود وارتفعت عن ذلك المستوى وانطلقت من العراق من عراقيتها فهذا السيد رئيس الوزراء يصدر بيانا حول المظاهرات المطالبة بالغاء تقاعد اعضاء البرلمان واعضاء مجالس المحافظات ويعرب عن دعمه ومساندته لمطالب كل المتظاهرين ويؤكد بانه سيعمل على دعم هذا التوجه وتحقيق هذه المطالب سواء في الحكومة ومن خلال كتلته في البرلمان في الوقت نفسه نرى القوات الامنية التي يرأسها السيد المالكي تمنع المتظاهرين من التظاهر وتضيق عليهم وتعتقلهم وتضطهدهم وتحول دون طرح مطالبهم لا شك الافعال تناقض الاقوال وهذه التصرفات لا تدل على نجاح السياسي بل دليل على فشله فالسياسي الناجح ليس الذي يحقق كل المطالب لكن السياسي الناجح هو الذي اقواله تصدق افعاله هو الذي يقول فعلت هكذا ولا يقول سأفعل هكذا ثم تأتي افعاله مصدقة لاقواله كيف يمكننا معرفة النزيه الصادق من اللص الكاذب عندما اقوال الشخص تصدق افعاله نقول هذا نزيه وصادق وعندما اقوال الشخص تكذب افعاله نقول هذا كاذب ولص المضحك ان السيد علاوي هو الاخر بدأ يحاول ان يلعب على الشعب العراقي ويضحك عليه ويسرقه رغم انه السبب الاول والاخير في كل ما يحدث في العراق من سرقة وفساد وعنف واكبر دليل على ذلك انه لم يحضر اي جلسة من جلسات البرلمان علاوي خرج علينا بتصريحات مضحكة حيث ادعى انه يؤيد الجماهير في التظاهر وندد بالقمع الذي قامت به الاجهزة الامنية ضد الجماهير المتظاهرة لكنه اعلن بصراحة انه ضد اي مطلب من مطالب الجماهير المتظاهرة لا ادري هل يعتقد السيد علاوي هذه الكلمات المعسولة التي يطرحها مؤيدا للجماهير المتظاهرة ومنددا بأجراءات الحكومة تغير من صورته المعروفة وحقيقته المكشوفة لا شك ان كان يعتقد ذلك فانه واهم وهم كبير بل العكس تماما انه لا ينطلق من حب للجماهير وانما ينطلق من حقد على الحكومة ورغبة في خلق الفوضى ونشر الحرب الاهلية وتشجيع الارهاب والعنف ودخل السيد النجيفي في هذه اللعبة والمزايدة لم يخرج عن مزايدة علاوي فهم في صف واحد وفي خدمة جهة واحدة حيث اعلن تأييده للجماهير المتظاهرة وندد بالقمع الموجه ضد المتظاهرين واعتبره مخالفة لمعايير الديمقراطية لا شك انهم يقولون ما لا يفعلون بل ان اقوالهم مضادة لافعالهم ايها المسئولون ليس امامكم الا الخضوع لمطالب الشعب لمطالب الجماهير المتظاهرة لا شك انكم ايها المسئولون خدعتم الجماهير اكثر من عشرة اعوام لاسباب معروفة والان الجماهير استيقظت ونهضت وقالت لا نصدقكم ولا نخضع لكم انتم لصوص قتلة وانتم السبب في كل معانات الشعب وكل ما يواجه من متاعب ومصائب وما يواجه من ازمات اما ان تلتزموا بارادة الشعب بمطالب الشعب او تتخلوا عن المسئولية والا فالشعب هو الذي سيقيلكم ويأتي بغيركم
|