التمرد على الظالم الفاشل |
الحكومة والبرلمان التي أقامت كل جدران الفصل بينها وبين المجتمع ، معتمدة على حاشية من المنافقين والمنتفعين وهم مجموعه تحيط حول (القائد الضرورة) الذي يعيش خلف الصبات، بزخرفة القول غرورا أن الوضع الامني في أحسن حالها كما ورد بلسان رئيس لجنة الامن والدفاع، وأن كل شيء تحت السيطرة؛ فلا يسجلون إلا الانتصارات ولا يظهرون إلا عظمة القائد الذي لايخطيء. وأما المصائب فلا يتم الإخبار عنها، وترسيخ قناعة لديه بان ماتبثه الفضائيات واخبارها مسمومة وان بثها مغرض وعباره عن اكاذيب ، ولا يدرك بان النخر فيها مثل القدم المصابة المتعفنة (الكنكرين) التي تفوح رائحتها ولا ينفع فيها إلا البتر. أن هذا عندما يحدث يكون متأخراً جداً حيث لا ينفع الترميم، مثل كسر الزجاج الذي لا ينفع فيه التجبير. وعندها تكون السفينة في طريقها إلى قاع المحيط بأسرع من غرق التيتانيك هل يدرك ذلك؟
نوبات الغضب الشعبي في 31/8 التي جاءت بعد صمت طويل صعبة جدا، وصرخة من لم يصرخ أبدا لها دوي قوي كصوت الرعد، يربك ويخيف ويفاجئ.. هكذا هي ثورة الحواس حينما تشعر بأن كرامة الكثير بعثرت، وضربوا سهاما سامة ظلت عالقة بجسد المواطن دون أن يمد أحد يده ليستأصلها من اجسادهم ، اهملتم الشرفاء وانصفتم الحثاله المقربين منكم وتغولوا على الناس وتفرعنوا بالموسسات حتى تكاد تكون اقطاعيات والموظفين سوى (حوشيه) لدى السركال.
ان الوقوف بوجه الظلم أو فساد السلطة رد فعل طبيعي لانسان يتحمل ما يفوق طاقته، حينما تتساوى الحياة مع الموت وتصبح الدنيا بلا طعم ولا لون ولا يسمع للشكوى صدى ، حينما تداس كرامة العراقي أينما حللت فتشعر بأنك لا تعيش إنسانيتك كما كرمك الله بها، حينما لا تجد من يسند ظهرك فتتوه بلا ملامح ولا وجهة باحثا عن ملاذ فلا تجده ، للظلم طعم مر، لذلك حينما تعذب دون رأفة تثور، وحينما تخذلك الأيام تثور، وحينما يعبث بك المستبدون تثور ، يشاء القدر أن يعبر أحدهم بمحاذاة طيبتك فيستفزك ويهزك بعنف فتثور، وفي رحلة العودة إلى صمتك تجد أنك فقدت الكثير.
|