سوف وسـ !

 

معروف باللغة أن حرف السين متنفس للفعل فإذا دخلت عليه جعله مستمرا للمستقبل.

ذهب عهد الطاغية لعنة الله عليه وبمقالي لا أريد المديح عليه بمقدرالمقارنة والمرور لا أكثر فكان أذا صدر قرار أو إعلن عن قرار باليوم التالي جميع دوائر الدولة تنفذه ويعمل به رغم مساوئه وما يحمله من طيش الطاغية, أزيلت تلك الحقبة المظلمة وبدءنا عهدا جديد ,أصبح النفط وموارده ملك للشعب! لكن تعثرت تطلعات المواطن بالطيش السياسي الذي لا يملك سوى حرف السين ليوصله بكلماته ليصدر لنا آمال وأحلام بنفسجية لا تحمل بطياتها شيء من الواقع فهي أوهام وأكاذيب.

وأقص هذه الحادثة الذي تنطبق على المواطن و المسؤول(هناك حاكم لأحدى الولايات فجاءه شاعر فاخذ بالمديح والإثناء, والحاكم يقول: أعطوه كيس من الذهب فاستمر بشعره واخذ يتلوا عليه والحاكم يقول: أعطوه إلى أن بسبس الوزير في إذني الحاكم وقال له: أنت أعطيته والخزانة لا يوجد فيها هذه الأموال فقال الحاكم :هو يقول وينشد كلام جميل وإنا أردُ عليه بكلام أجمل!).

اليوم ومع شديد الأسف المواطن أصبح يضحي ويعطي دماء في سبيل تثبيت جذور العملية الديمقراطية الجديدة بالبلد أشبه بما يقدمه الشاعر واعز ما يملكه كلماته, والحاكم لازال يتلوا فقط كلام سوف نبني, وسوف نعطي, وسوف, وسنعمل, ونسعى!.

لا نعرف إلى أين ستذهب بنا سوف وحرف السين الذي يدخلونه على كذبهم ليحوله إلى سراب في أوقات قرب الانتخابات اليوم اقترب الوعد و ظهرت هذه الصرخات والتصريحات الرنانة. وهناك تصريح عجيب وغريب في الفضائيات هو استمارة القطع الأراضي لا تستنسخ ولا تزور ويوزعها المجلس البلدي مجاناً!!.

وسوف نزيد رواتب الموظفين أذن هذه المعجزات والمواطن مظلوم فلما في هذه الأوقات ياحكومة؟ فلماذا يعطل تعديل رواتب التقاعدية اليوم تكون هناك زيادة بدون موافقة البرلمان؟ إضافة الى البطاقة التموينية وتداعياتها فإعطاء الأموال مقابل تلك المفردات المنتهية الصلاحية هي فساد مالي وأداري علنا لان أموالها مصروفة في الموازنة الاتحادية.!

( شحجي بعد إذ ألحجي ماكلة الثور) وأصبحت آمال وتطلعات المواطنين حبر على ورق وكلام يخرج من حناجرهم أشبه (بتغريد البلابل)!,أحببت أن اذكر المسؤول بقول الرسول الكريم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )صدق رسول الله .