الاعتقال او النار مقابل صرخة احتجاج



قد لا يخلو احتجاج سلمي من اعمال شغب ، ربما تطغى تلك على الاحتجاج في بعض الاحيان فتحجب صورته ،  لكنها لا تستطيع ان تلغي حقيقة انه تجلِ لمطالب عادلة او غضب على تجاهل حقوق مسلوبة، فلماذا يرتعب حكامنا من مظاهرة سلمية الم يكونوا بالأمس ضحايا  يقاومون جلادهم ومعارضين يحتجون على حاكمهم ..بكل الوسائل حتى غير المشروعة!  
فأولئك المتنعمون الذين اعتادوا على ان يناموا دونما ارق ،يفزعون  عندما يسمعوا قرع الطبول واصوات المحرومين الذين شحوا عليهم طيلة تسلطهم 
ولا يبدو هناك يُسرا يخفف ازمة الثقة والتشبث بالمنصب والحيازة على الاموال والحقوق التقاعدية والمخصصات،  فما حدث في مدينة الناصرية وبغداد كان خذلاناً لصوت الشعب واحباطا للآمال واستهانة بإرادة  الصوت الحر ، فكيف يظل ضحايا العوز والحرمان صامتين وكيف لا ترتفع اصوات ناقمة في بلاد تعصف بها الازمات وتمزقها الصراعات 
والبعض الذين تغيبوا او غُيّبوا ولم يسجلوا موقفاً مع ابناء جلدتهم  لم يجنوا الا الآمال والوعود  وما حصدوا الا المآسي والثبور يشعرون بالإحباط لانهم اختاروا سياسيين يعجزون عن تبرير الثقة ويعيشون خلف الجدران ويتكلمون في الكواليس في حين ان مآسي الملايين تتقاذفها الامواج تتشبث بالصراخ والتظاهرات لاهثين وراء بر الامان 
فلا تنتهي هذه المنهجية المقيتة التي ابتكرها سياسيوا الصدف واستطابها فرسان الاستئثار فنحن امام معركة اجتماعية تتطلب من القوى الوطنية والمثقفة والمغيبة حقوقهم استعداد فكريا وسياسيا لخوض هذا الصراع مع مافيات الفساد والمتاجرين بأموال الشعب فهو صراع مرير ما دام سياسيو هذه البلاد لم يقدموا مثالا على نزاهة النفس وصدق الوعود وتحوّل الانسان العراقي بطاقة انتخاب وتعمّق التفاوت الطبقي والتهميش الاجتماعي. فليعلموا ان الضحايا ستلغي تقاعدكم أو تلغيكم من خارطة العراق عاجلا ام آجلا وما سمعنا من قرار تشكيل لجان تحقيقية في حادثة ضرب المتظاهرين في الناصرية  ما هو الا ممارسة الضحك على الذقون وأخفاء الحقائق في دهاليز اللجان الحزبية (التحقيقية) لا تعلن نتائجها لأسباب لا يعلمها الا الله والراسخون في الاحزاب 
فحتى لو تلبدت السماء بغيوم تنذر بعواقب وخيمة وان عظمت الرزايا لن تنتكس رايات التنوير ولن يكف الصوت الحر من خيرة ابناء العراق عن نداءات الامل ورب غمرات ظلام تستطيل..... تجعل صبحا ابهى