قليلا من الرياضة ... رسالة مسعود الكردي
من يتابع تداعيات مغادرة اللاعب الالماني - التركي مسعود اوزيل البيت الابيض المدريدي يشعر بان هزة عنيفة عصفت بهذا النادي العريق . انصار ريال مدريد وخصومه يعرفون جيدا اننا نتحدث عن واحد من افضل عشرة لاعبين في العالم في الوقت الحاضر وهو الافضل عالميا من حيث تمويل الهدافين . وحسبه انه حجز موقعه الرصين في المنتخب الالماني "مانشافت" وهو بالكاد تجاوز سن الحلم ، ولم ينازعه على دوره أي لاعب ، رغم ان منتخب الماكنات العريق يعج بحزمة رصينة من العباقرة الكبار في مركزه وسط المستطيل الاخضر . هذا هو مسعود اوزيل الكردي التركي المسلم ، بل هذا نزر قليل منه . ومن يعرف عن موهبة اوزيل الكروية يعرف عنه التزامه الديني ومواضبته على الصلاة في منزع الفريق وتلاوة القران حتى على النجيلة الخضراء . وقد نقل عن زميله "كريستيانو رونالدو" انه كان يعرب عن استمتاعه بتلاوة اوزيل القرآن الكريم وانه تعلم منه كيف يبسمل قبل تلبية أي نداء ملح للبطن والبطش جبارا بالاطباق الشهية . هذا اللاعب الكبير انتقل في صفقة مفاجئة وقياسية من ناديه الابيض الى ارسنال الانگليزي الضنين جدا . والصفقة من عدة جوانب سجلت ارقاما قياسية واصبح اوزيل يتقاضى بموجبها ٢١٧ الف دولار اسبوعيا "الف عافية" ، وقد عدها مراقبون رياضيون "صحوة الموت" بالنسبة للمدرب الفرنسي المحتاط اكثر من اللزوم  "فينگر" . اوزيل الذي توفرت وتتوفر لديه جميع مستلزمات "الطغيان" مازال يتمتع بخلق رفيع وصلة بالرحم خاصة بامه وشقيقته التركيتين حتى انه اصبح موضوعا لاصحاب المخيلة الخصبة وراحوا ينسجون قصص الخيال الحلمي حوله . تصوروا ان شابا وسيما في مطلع عقده الثالث يجني في اسبوع اكثر مما يجنيه وزير الخارجية الاميركي في عام ، ولديه من عوامل الشهرة ما يثير حسد كل المشاهير عليه ، بمن فيهم البرلماني العراقي الفلتة كريم الملة، وان الكواعب الاتراب يتهافتون عليه ذات اليمين وذات الشمال ومن فوقه واسفله مثل فراشات السلام . ولو شاء ان يستجيب لاهوائه ، لاستطاع ان يستدرج الى عينيه الجاحظتين اكثر مما استدرج صالح المطلق من الحسان بطقم اسنان الليلو التي ينوء بها فكّاه المتعبان. اوزيل استطاع في ثلاث سنوات ان يعكس انطباعا رائعا عن الاسلام المعتدل والمسلمين المسالمين بسبب ما ابداه من خلق والتزام رفيعين وتضحية نادرة . حتى ان تصريحات زملائه بعد انتقاله الى ارسنال لا تعكس حالة من الاسف ، انما حالة من الهلع والذهول وعدم التصديق بما جرى لهم على حين غرة . اوزيل لم يملا حسابيه على تويتر بـ "واعلياه ... و واحسيناه ... ووا مقتدى صدراه " انه تمثل عمليا بقول الامام الصادق حفيد الصادق الامين عندما دعا المسلمين الى مخاطبة الناس باخلاقهم وليس بالسنتهم وانا متاكد من ان مسعود اوزيل لم يسمع بهذا الحديث الجعفري الشريف في حياته ، لكن نعمة العقل و حسن التربية وقبل ذلك دوافع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها ، دفعته ليخاطب الاخر باخلاقه ، ولعمري ان ذلك اشرف عند الله من الف خطبة جمعة نجلد بها اسبوعيا ،او حديث فضائي تكاد تندلق فيه لحية مولانا المعظم من تحت الطاولة التي تحمل جهاز التلفزيون المسكين الذي نحمّله يوميا فوق طاقته فيقىء علينا بما لذ وطاب . 
IRAQZAHRA@YAHOO.COM