البرلمان والتظاهرات الوطنية ..!



رفض نواب الشعب اليوم مشروع مناقشة التظاهرات التي تقدم به 50 عضواً ، ليبلغوا بذلك ذروة الأنفصال الحسي والضميري عن الشعب العراقي الذي تبني مشروع الإطاحة برواتبهم التقاعدية التي تعد سرقة مفضوحة للمال العام .
تظاهرات الشعب الوطنية التي عمت أرجاء الوطن وارتفعت عما هو طائفي اوحزبي ، جاءت بمبادرات القوى المدنية التي انتزعت الدور القيادي من هذه الأحزاب والعناوين التي كانت سبباً في خراب الوطن خلال عشر سنوات من الفساد والتراجع والإنحطاط ، ومن هنا وقف البرلمان هذا الموقف المخزي الذي يعارض إرادة الشعب ..! تلك هي المفارقة العظمى التي تقدم حالة فريدة واستثنائية بين كل برلمانات العالم منذ زمن سقراط في القرن الخامس قبل الميلاد وحتى الآن .
تظاهرات 31آب كشف عن عورة مجلس النواب وهو يغلب مصالح النواب على الشعب في حقيقة كشفت بوضوح هذا اليوم ، وإذ نستثني بعض الوطنيين الذي أحرجهم هذا الموقف الأناني للاكثرية ، فأنها صورة أخرى تتضح أمام الشعب ليعرف كيف يتواطئ البرلمان مع الحكومة على قمع حرياته ومصادرة حقوقه .
تظاهرات يوم 31 آب ازاحة الستار عن الوجه الحقيقي لسلوكيات عنف السلطة وارهابها للشعب ، وما أحداث الناصرية وبغداد في تنفيذ أوامر المالكي بقمع التظاهرات والأعتداء على الأحرار ، إلا لتثبيت حقيقة القياس بمنهج السلطة الأستبدادي الذي يشكل ثوابت في سلوكية المالكي ومؤسسته الأومنية التي تفشل بضبط الأمن ومكافحة الجريمة ، وتنشط بالتصدي للحريات والنشاط المدني السلمي المكفول دستوريا والممنهج ديمقراطياً.
فشل المالكي وظهرت حقيقة تفكيره الدكتاتوري ، كما انكشف تخاذل البرلمان أزاء الشعب ، في واحدة من الإختبارات الجلية .
تبادل الأدوار مابين الحكومة والبرلمان في انتهاك حقوق المواطنين وحرياتهم ، يعيد برامج القوى الوطنية والشعب عموما في وضع قراءات جديدة لإنتاج عملية سياسية متجددة ومتخلصة من آثار السلوك الشمولي والدكتاتوري في المستقبل القريب .
Falah.almashal@yahoo.com