*هل يكرّم ويقاس برلماني كلف لمدة محدودة بمفآخرالعراق ومجاهديه ؟
* التشريع بعد الآن يمارسه المتظاهرون خارج البرلمان!
لا ..لن تقنع الشعب العراقي بعد الآن . اساليب التضليل وامتصاص النقمة الشعبية ,من خلال تسويف مطالب هذا الشعب , ومحاولة ايجاد حلول تبدو عادلة في مظهرها .. ولكنها في النتيجة , قرارات تنطوي على الخبث والإلتفاف على مطالب الجماهير , من خلال تكييف النص القانوني للإبقاء على الحالة المرفوضة شعبيا , التي تقول بالغاء اي نوع من انواع او صيغ منح الرواتب التقاعدية للآلاف من المكلفين بخدمة عامة , ابتداءا من رئيس الجمهورية ومرورا برئيس الوزراء وانتهاء بقطاع واسع من اعضاء مجالس المحافظات والأقضية والنواحي , بالإضافة الى آلاف المتمتعين بالدرجات الخاصة !
نصوص قانونية محتالة
تصريح رئيس الحكومة , حول تصديق حكومته على مشروع قانون رواتب المتقاعدين من اعضاء مجلس النواب , وما يندرج في توصيف مهامهم , وقد اتضح ان المشروع قد جاء بمخاتلة (قانونية ) تفيد بإحتساب تقاعد هذه الفئة من المكلفين بالخدمة العامة , على أساس خدماتهم السابقة في مؤسسات الدولة قبل عضويتهم في المؤسسات التشريعية , واحتساب خدمتهم في المؤسسات التشريعية مضاعفة لأغراض التقاعد ..وفي حقيقة الأمرلم تحل المشكلة الإقتصادية وفق هذا المشروع,حيث ستكون اكثر تعقيدا وترهن رقبة الخزينة العامة الى رغبات نفعية , قادت الى (قوننة) سرقة واضحة للمال العام , إذ ستتناسل مجموعات من المتقاعدين المترفين من اعضاء المؤسسة التشريعية , يتقاضون رواتب تؤدي الى صيرورتهم طبقة متميزة , بمستوى معاشي هو في أساسه مثلوم الشرعية , ولايتناسب مع العدالة المفترض سيادتها في مجتمع معاصر يسعى الى تحقيق تكافؤ الفرص..ولإلقاء مزيد من الضوء ..نقول :
ما الذي يميز عضو المؤسسة التشريعية؟
ما الذي يميز عضو المؤسسة التشريعية عن غيره من العاملين بدرجات عادية من العمل ؟ هل هو تحصيله العلمي الذي يعني سنوات طويلة من البحث والدراسة ؟ هل هي تجربته الوظيفية لسنوات ممتدة ؟ هل هو تعرضه الى الأضرار المباشرة من العدو الخارجي أو (الداخلي ) ؟ هل هي ابتكاراته وابداعته في إختراع مسجل ( وهذه ايضا تكافأ بجائزة معنوية او مادية محددة )!
وهل ..أن (جهده) يتناسب مع جهد ضابط او منتسب الى الجيش العراقي من كبار الضبط , الذين خاضوا حروبا وطنية رصّعت أجسادهم بنياشين شرف بقيت آثارها وربما شظاياها لحد الآن في أجساد كثير منهم؟ ..وهل هم مثل أولئك الأطباء والمهندسون الأذكياء المجاهدون من أجل مجتمعهم , وهل هم بزّوا شهداء الصحفيين والإعلاميين الذين قدموا حياتهم من اجل شعبهم ؟ وهل انهم مثل اولئك المبرزون في سوح الأداء او الخبرات في العلوم الصرفة ؟, أو أساتذة العلوم المختلفة الذين حملوا أسم العراق عاليا ؟ و ماهي الأهمية الوطنية التي تستوجب منح هؤلاء السادة والسيدات الذين قادتهم الصدفة الى تبؤ مراكزهم لأربع سنوات أو أكثر , ليتحصلوا على سنوات إضافية تضاف الى خدماتهم , لم يبذلوا عنها جهدا يتناسب مع الجهد العام الذي يبذله عاملون مخلصون في شتى سوح العمل من أجل العراق ..ونحن نعلم ان غالبية هؤلاء السادة والسيدات من اعضاء البرلمان وحتى الوزراء ومن دونهم لم يبذلوا مايستحق مثل هذا الذي يمكن ان يوصف بالتكريم ..وأي تكريم لايمكن الّا ان يكون متميزا عن افعال الآخرين من أقرانه , والذي يعني أيضا تسخير كل وقته وحياته للخدمة العامة , الا من بضعة ايام في الشهر الواحد ! هل يستحق هذا العضو المنتقل من الحياة العامة العادية , الى مستوى النخبة المتميزة بالمال والحماية والنفوذ والضمانات المعاشية حتى آخر العمر؟ تنتقل كحقوق طبيعية الى الورثة ..ناهيك عن التمتع بالجوازات الدبلوماسية , له ولحد أقرباء الدرجة الرابعة من افراد عائلته الوجاهة الإجتماعية والرواتب الخاصة خلال خدمته ..كل ذلك بسبب من (انتخابه) وأحيانا (تعيينه عبر الزحف بشغور المنصب التشريعي) , بسبب من أن (السيد او السيدة) قد وضع اسمه أو اسمها في قائمة كتلة دخلت الإنتخابات ( ومعروف ماهية الإنتخابات في بلد مثل العراق ) !
مكافئة الجلسات فقط !
في حين عملت مختلف الدول بمبدأ مكافأة عضو المؤسسة التشريعية بمخصصات محسوبةعن كل جلسة , وهي لاتزيد مثلا في البرلمان المصري عن 120 جنيه , فيما منعت اية مبالغ تخص التقاعد وما شابه ذلك , مع تمتعه بجواز سفر دبلوماسي خلال خدمته فقط !
لقد جربنا تأريخا ممتدا لسنوات , منذ الإحتلال الأمريكي الغاشم للعراق, من خلال سياسات واعمال الحكومات والشخصيات المترادفة على رسم سياسة البلاد ..وفق قاعدة (أبو كريوه يبين بالعبرة ) ..فلم نجن أي شيء معلوم وملموس سوى أرقام الهدرالفاحش في انفاق المال العام وسرقته وفساد حثالات المسئولين المشرعن !
الاّ ب ال(.....)
ولم يعد ممكنا جعل هذه الإرتكابات أمرا مسكوتا عنه ..ولندرك حقيقة ان الحكومة لم تكن لتتخذ مثل هذه القرارات والإجراءات بالسرعة التي وجدناها عليها , لو لم تخرج الجماهيرالعراقية في وسط وجنوب العراق وبغداد ايضا , مطالبة بالغاء روا تب التقاعد للنواب , وما يماثلهم من الدرجات الخاصة .. فقد بقي مشروع قانون التقاعدالعام منذ عدة سنوات طريح أدراج رئيس الوزراء , وقد حركه وحرك غير ه اصرار الجماهير الشعبية على الخروج بالتظاهرات الشعبية المطالبة والمحذرة من ان الآتي سيكون أعظم ! بالنسبة الى هذه العصبة التي لايتجاوزعددها عدد الأصابع , تتحكم في اعقد وأكثر قضايا الشعب العراقي أهمية ..
الفرصة الأخيرة !
الجماهير التي رفعت هؤلاء ال325 الى مقاعد مجلس النواب , قادرة على الإطاحة بهم , واعادة الكثير منهم الى المقاهي وارصفة الشوارع التي جاء الكثير منهم منها , فيما أصابت الخيرين منهم هذه الريح الشعبية العاصفة , مالم تصحو ضمائر المسيئين منهم خلال الشهور التسعة المتبقية , ليبادروا الى المصادقة على قوانين تتوجه الى معالجة المشكلات الجسيمة التي يعاني منها الشعب العراقي .
ونحن هنا نحذر اي برلماني لاتهمه مصالح الشعب العراقي , من معارضة تشريع اي قانون يستهدف خدمة الشعب العراقي , أو محاولة تسويف او تمييع ارادة العراقيين ..اذ ان كل شيء بات معروفا وواضحا , والشعب لن يسكت بعد الآن عن اية ارتكابات جديدة , وماعليهم الاّ التكفير عن ارتكابهم وعجزهم وربما قصديتهم , في التخلي عن خدمة مخلصة متوقعة يرنو اليها الشعب من خلال تبؤهم المنصب التشريعي .
علينا الشد على أيادي الجماهير المنتفضة ,على هذا الواقع السياسى والإقتصادي المرير , وتلك الإرتكابات التي لا يمكن لنا الاّ تصنيفها بمستوى الجرائم الوطنية الكبرى , التي تستحق عقوبة الخيانة العظمى للبلاد وفق قانون (ع. ب ) , وقانون السلامة الوطنية , والأعراف الإجتماعية وقيمها .. وأشد العقوبات فيما إذا كانت تطال الإهمال , فكيف بها , وقد ارتكبت (عيني عينك) وعلى رؤوس الأشهاد . وهذا أمر واضح تعبر عنه (عدم المبالاة بآراء الخبراء والتخصصين وذوي الرأي والجهد الرقابي والتحليل لمئات العراقيين في وسائل الإعلام والاتصالات )..ونسأل ببساطة ..لماذا شمر (المالكي) ومساعدوه عن سواعدهم , لتشتغل المناطيد الناقلة , وتستورد الكاميرات , وتعد مشاريع القوانين المتناساة , وتقر خلال 24 ساعة ؟ ونسمع عن اعلانات مترادفة لإصلاح بمستوى الإرتكابات , نبّهنا ونبّه غيرنا عنها منذ سنوات , من دون جدوى !
إذن ..
يبدو الآن واضحا ان (المالكي) ومن يناصره من أعضاء حكومته وكتلته العاجزين عن خدمة الشعب العراقي , باتوا يرتعدون اليوم من الشعب العراقي وهم في أشد القلق على مستقبلهم , إذ أن ابناء العراق كافة قد أدركوا فداحة الهوّة التي تأخذنا اليها سياساتهم وتصرفاتهم , غير المستقيمة مع متطلبات بناء العراق الواحد أرضا وشعبا , الذي عاشه العراق منذ تأسيسه رغم الإفقار الذي مارسته عليه الحكومات البائدة , متوسلة سياسة التحايل والمناورة المتخذة من قبل الحكومة الحالية وماقبلها !
درس الشعب !
لقد مارست جماهيرنا تقديم الدرس التأديبي لهذه الحكومة ..ولتعي هذه الجماهيرحقيقة انها اليوم كثلّة عسكرية حازت النصر, عليها الإندفاع أكثر لتحقيق الظفر , والظفر آت طالما وعت الجماهير حقوقها , ومارست شجبها لكل ما يسيء الى متنمياتها وأهدافها , متجاوزة البرلمان طلما عجز ! آخذة مهمات التغيير على عاتقها , مجبرة أياه والحكومة على تلبية مطالبها المشروعة ! مباشرة من دون زعامات تقليدية او رؤساء كتل او أحزاب , جرّب الشعب تخاذلها وخنوعها ونفعيتها وبعد غالبيتها عن آ مال ومصالح الشعب العراقي !
ورود وأشواك..
ورودي لم تنتعش هذا اليوم .. تأسّفوا لها , فقد نثروا عليها دماء أحبة بدل المياه , فمنعت عنها الشمس , فيما طالت أشواكي وستطول لتنزف مشاعري ألما وحسرة , مادام شعبنا ينزف دما , من أجل حياة قلقة مضمخة بالخوف والوجل.. وحتى نرى فجرا جديدا ينه ظلام الفكر والعين , لتزدهر الورود, وتخبو الأشواك .. لن نسكت !