نحو مدن أكثر إستدامة في إقليم كوردستان

 

 

مشاريع الإعمار والإسكان في إقليم كوردستان تشهد إنفجارا وتضخما هائلا داخل المدن وخارجها، وأصبحت كوردستان مركزا يجذب الكثير من شركات البناء والإعمارمحلية كانت أم أجنبية، ومع عرض فرص الشراء بأقساط من قبل هذه الشركات، أتاح للمواطن الشراء بسهولة أكبرمن أي عهد مضى.

ولكن مع إزدياد هذه المشاريع والمجمعات السكنية ذات العمارات الشاهقة التي باتت تناطح السحب، أصبح من الضروري دراسة نماذج السكن وعلى أي أساس يتم البناء، هنالك أسئلة مفتوحة يجب الإجابة عليها قبل البدء في بناء أي مشروع سكني، كون المنطقة الآن تعاني من الجفاف والتغيير المناخي وزيادة عدد السيارات والإنفجار السكاني..الخ من العوامل التي تقرر مدى إستدامة هذه المشاريع السكنية.

فالإستدامة هنا نعني بها الأخذ بنظر الإعتبار الظروف البيئية التي تخيم على المنطقة لدي القيام بهذه المشاريع لتقليل ألتأثيرات الناتجة عن انتاج الطاقة والمياه والمواد الغذائية، والنفايات من الحرارة، وتلوث الهواء بغازي - CO2، والميثان، وتلوث المياه .فاذا أحترمت المدن هذه الشروط تدعى بالمدن المستدامة .

ففي هذا العصر، أصبح الهم الوحيد للناس هو جعل المدن مستدامة أكثر فأكثر، لأنها تقدم نوعية حياة جيدة لساكنيها، ومن هنا يأتي السؤال التالي: ماهي خصائص المدن المستدامة ؟ ندرج هنا بعض الخصائص التي تتمتع بها هذه المدن : موارد وخدمات المدينة هي في متناول الجميع، إستخدام وسائل النقل العامة كبديل عملي للسيارات الشخصية، وسائل النقل العام هي وسائل آمنة وموثوق بها، المشي وركوب الدراجات آمن فيها وسهل ومتاح، المناطق يجب أن تكون مفتوحة وآمنة وميسرة وممتعة، إستخدام الطاقة المتجددة بدلا من غيرها، منازل جديدة مستخدمة أقل ما يمكن من الطاقة، إمكانية الحصول على السكن بأسعار معقولة، روابط المجتمع تكون فيها قوية للتعاون معا في قضايا مثل الجريمة والأمن، المرافق الثقافية والاجتماعية متاحة للجميع.

فمشروع المدن المستدامة مشروع ليس محال التحقيق فمثلا هنالك مدينة (وايت هيل بوردن) في المملكة المتحدة التي صممت على طراز بيئي أو مستدام، وأول تجربة في البلدان العربية هي تجربة دولة الأمارات في بناء مدينة (مصدر) البيئية إيمانا منها أن النفط لن يدوم الى الأبد، وأنه من الأفضل العودة الى مصادرالطاقة المتجددة.

لذا فمن الجديرالتفكير في هذا الأمر من قبل الوزارت المعنية في الإقليم من أجل جعل المدن مستدامة، والنظر في خصائصها التي باتت أمرا مهما وخصوصا لدى معرفة أن موارد الطاقة محدودة وأن البترول سيزول في يوم من الأيام، الأمر يبدأ أولا بتصميم المنازل، فالتصميم الهندسي والبنية التحتية في المدن ليست مرنة مقارنة بالتغييرالذي يشهده هذا القرن، وعليه يجب إنشاء المباني والنظم التي تتفاعل وتستجيب للاحتياجات المتغيرة في عصرنا هذا.

وأخيرا فالمدن المستدامة هي نوع من أنواع المدن الذكية التي سبق لنا التحدث عنها وهي المدن التي تستخدم تكنلوجيا المعلومات والإتصالات في جميع الميادين، الأمر الذي يؤدي الى التساؤل عن العلاقة بين هذه المدن، وللإجابة نقول : ان المدن البيئية يمكن لها أن تستخدم نوعا من أنواع التكنلوجيا والذي يسمى التكنلوجيا الخضراء، التي أصبحت الشغل الشاغل للعلماء العاملين في هذا المضمار في الوقت الحالي وهي كيفية إستخدام التكنلوجيا بأقل طاقة ممكنة للتشغيل.