السيدة الأوزبكية التي دخلت مبنى الشرطة الجنائية في أمارة دبي وهددت بنسف المبنى من خلال حزام ناسف وطلبت لقاء حاكم الأمارة لطلب منه التدخل بتسجيل عائدية طفلها من طليقها .
مستوى الفعل هو ضربٌ من الجنون وتصرف ينم عن احباط امرأة بالرغم أن الحزام الناسف كان مزيفا وغير حقيقيا إلا أنه وضع السيناريو في متناول اليد بصورة اخرى ينفذه شخص ما غيرها في مكان آخر ودافع آخر وجنون آخر ، وهذا جائز ومتوقع في مكان تعم فيه فوضى العولمة والتغيرات الهائلة في البنية الاقتصادية والسياحية والعمرانية .
وبعيدا عن هذا التصرف الانثوي المسكين تضعني المرأة الأوزبكية أمام خيال الذاكرة الاسيوية في تخيل العنف الذي نال الذاكرة الآرية في تلك الاماكن عندما تم غزوها من قبل الخان المغولي جنيكيزخان وكان للمــدن الاوزبكية الشهيرة ( سمر قند ــ بخارى ــ طقشند ) واوغل فيها حرقا وقتلا ودمارا ، ويقال أن مزاج الذاكرة الاوزبكية تغير تماما منذ ذلك الوقت ، وتلك الرؤى التي احترقت بسببها مدن الاوزبك كانت محور روايتي ( جينكيزخان ) الفائزة بجائزة دبي للرواية عام 2007 . ويومها دائرة جوازت مدينة دبي رفضت اعطائي تأشيرة دخول ( الأمارة ) وزملائي العراقيين الفائزين في المحاور الاخرى بحجة أن قرارا صادرا من الجهات العليا يمنع اعطاء العراقيين تأشيرة الدخول إذا لم يكونوا قد دخلوا الأمارة قبل ذلك ، وتكرر هذا مع العراقيين الفائزين في الدورة اللاحقة ، فيما هذه الدائرة تعطي الراقصات الاوكرانيات والسلافيات وحتى رعايا الاوزبك والشيشان وروسيا البيضاء بأقل من ربع ساعة.
هذا التعسف ( الميتافيزيقي ) والدرامي والجائر لااريد أن استعيده الآن لأني من المعجبين بتجربة الامارة في تحقيق وجودها الهائل بهذا الشكل والفضل لايعود لحاكمها فقط بل للأرادة العولمية والمحفل الخفي الذي يقرر من يكون غنيا ومن يكون فقيرا ، ومن يكون بيته آمنا ومن يكون بيته عرضة للارهاب والاحزمة الناسفة الناسفة والسيارات المفخخة.
فالأمارة سمحتلتعطي سمة الدخول بسرعة الضوء لرعايا يحملون سيناريوهات ما عاشوه وشاهدوه منذ أيام جنيكزخان وحفيده تيمورلنك لتتحول امزجتهم اقرب الى ثقافة طلبان الواقعين في ذات الجغرافية التي تقع فيها جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والتي تعتاش دبي على انائها كنوادل وفرقة موسيقية راقصة للترويح السياحي في فنادقها التي تخلط الليل في النهار وذلك لرخص اجورهم.
المرأة الأوزبكية متمنطقة الحزام الناسف الكاذب حركة حجرا في الماء الراكد في سيناريو مؤجل ستلتهب فيه المنطقة في عودة اخرى للامبراطور المغولي على متن صاروخ كروز او راكبَ عجلة مفخخة مسروقة ، فلقد نجح المتمرد ( الارهابي ) في التفنن في الولوج الى أي مكان يريده ويفجره وربما ما نراه الان في بغداد بالرغم من نصف مليون جندي وشرطي مع كلابهم التي تشم حتى رائحة الجواريب واجهزة كشف التوابل وعطور الشنايل ، ولم يزل احفاد ابن لادن والزرقاوي يفجرون اينما يريدون وفي أي وقت ، وهناك سيطرات وهمية بعضها مزودة بسيارات رباعية الدفع .
فلو تكرر المشهد بشكله الحقيقي في دبي وغيرها فسيشتعل عود الثقاب لاسيما أن دخان المعادللة الحذرة غير بعيد عن سواحل المدن الخليجية بسبب الازمة السورية وبرنامج ايران النووي وهناك هاجس مخيف تعيشه دبي وغيرها أسمه ( الأخوان المسلمون الاماراتيون ) والذي نوه عنه قائد شرطة دبي ضاحي خلفان في اكثر من مناسبة .
جنكيزخان خان في دبي بحزامه الناسف ، عنوان لم تألفه فنادق المدينة وحاناتها ..اليس كذلك ..؟