نجّـار وبابه مكسور |
في ظل تصاعد اصوات طبول الحرب ضد الجارة الشقيقة سوريا، وتسارع الخطوات والتبريرات الامريكية لضربها، طلَّ علينا دولة الرئيس العراقي يوم امس وعبر شاشة قناته الحكومية في حديثه الاسبوعي المخصص للشان العراقي، والذي فاجأ فيه جمهوره بطرح كلمة مختصرة تضمنت نقاطا ثمان قال بما مفاده انها مبادرة عراقية لحلحلة الازمة السورية. وقد استغربنا حقيقة لطرح دولته مثل هكذا مبادرة في ظل هكذا ظروف، فهي مبادرة من ناحية الوقت هي في الوقت الضائع تماما، اما من الناحية السياسية فهي فاشلة جملة وتفصيلا كون المعارضة السورية تنظر لرئيس الوزراء انه طرف في الازمة على الارض السورية، فكيف بطرف ازمة ان يرتضي لنفسه ان يكون وسيطا؟!. اما من الناحية الموضوعية فان مثل هكذا مبادرات تصدر من شخصية فقدت المصداقية في داخل بلدها، بل هي اليوم اصبحت موضع خلاف مع جميع الكتل والقوى السياسية التي تحكم البلاد، لا يمكن ان تكون نفس هذه الشخصية الخلافية مقبولة او مرضية لحمل مبادرة صلاح وسلام خارج حدود دولتها، لان فاقد الشيء لا يُعطيه؟!. وكان الاولى بدولة الرئيس ان كان صادقا في طرحه ونواياه ان يبادر الى ترميم بيته الداخلي من خلال اعادة العلاقة بينه وبين بقية المكونات السياسية المشكلة للعملية السياسية كحل وان جاء متاخرا، يقلل به من تداعيات الازمة السورية على الداخل العراقي لو تطورت مستقبلا، وهو في نظرنا الحل الواقعي والحقيقي والمرضي لله والشعب، وهو افضل من حلول افتراضية خارج نطاق الخدمة لا تغني ولا تسمن من جوع، حلول اعلامية اكثر مما هي حقيقية. وفي الختام اُذكّر دولة الرئيس ان سوريا التي يحاول الدفاع عن الحكم فيها ويبين انه حريص عليها اليوم، هي نفسها من اتهمها بالامس وقال عن رئيسها انه من يقف خلف التفجيرات التي تطال العراق وتقتل ابناءه بلا هوادة ولا رحمة. فذكّر ان نفعت الذكرى. يوم الخميس الموافق للثامن والعشرين من شهر شوال للعام 1434 |