الحل النزعة الانسانية

 

 

نعم الحل العودة الى الانسان الى النزعة الانسانية الى حب الانسان الى التفاخر بانه انسان وملتزم بالقيم الانسانية

فالله خلق انسان لم يخلق امريكي ولا عربي ولا كردي ولا تركي ولا فرنسي ولا انكليزي ولا عشيرة فلان ولا عائلة فلان ولا اسم فلان وانما هذه خلقها الانسان من اجل ان يميز هذا عن هذا لا علاقة لها بالخير او الشر بالسيد او العبد بالفاسد او الصالح

الله خلق ارض واحدة لم يخلق عراق او امريكا الصين روسيا اسيا اوربا الموصل البصرة اقضية نواحي احياء بيوت فهذه فرضتها ظروف معينة لا علاقة لها بالخير والشر ولا علاقة لها بالفساد او الاصلاح

فلايمكن ان نقول هذه المحافظة هذه القرية هذه الدولة هذه القارة افضل من هذه القرية هذه المحافظة هذه الدولة هذه القارة

ولا هذا الانسان العائلة العشيرة القومية افضل من هذا الانسان هذه العائلة هذه العشيرة هذه القومية هذا الشعب

يعني لا ارض افضل من ارض ولا انسان افضل من انسان

فالارض يقدسها الانسان من خلال عمله النافع المفيد وتضحيته للاخرين فكلما كان عمله اكثر نفعا واكثر فائدة وتضحيته اكثر واكبر كلما كبر في عين الناس وزاد احترامه وتقديسه من قبل الاخرين افضل الناس من يقدم خدمة اكثر من ينفع الناس من يقدم خدمة وينفع اكثر ولاكثر عدد من الناس

من المؤلم ان نسمع الجهلاء والمتخلفين يفتخرون بهذه الارض وبهذا الانسان وبهذه العشيرة وهذه الامة و بهذه الارض ويذلون ويحتقرون الارض الاخرى وانسان تلك الارض

فهذا عربي وهذا كردي وهذا تركماني

فعبارة الانسان ارقى واسمى وارفع واقدس عبارة ولقب وكنية ان يختص بها الانسان لان الانسان ابن الله حبيب الله فالانسان من صنع الله

فالله يكره ويمقت عبارة عربي كردي تركي امريكي الماني روسي لانها من صنع ظروف معينة استخدمها اعداء الله واعداء الانسان وسيلة لتحقيق مصالحهم الخاصة بالضد من مصلحة الانسان لتحقيق اهدافهم الخسيسة في اشعال الحروب وقتل الناس ونهب اموالهم وهتك حرماتهم باسم القومية باسم الدين باسم المذهب باسم العشيرة يعني فرضتها المرحلة الحيوانية التي عاشها الانسان فترة طويلة من تاريخه

فعلى الانسان ان يرتفع من مستوى الحيوانات الى مستوى الانسان رغم كل قوى الظلام والعبودية والشر الا ان القوى الانسانية تواصل السير من اجل تحقيق امة الانسان ودين الانسان ودولة الانسان هذه هي

رسالة الله ودعوة كل الانبياء والصالحين وهدف كل انسان في هذه الدنيا

فاثبت بما لا يقبل ادنى شك ان المتعصبين عشائريا قوميا دينيا انهم ينطلقون من مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية من حبهم لنفسهم فهم يحبون انفسهم وعلى استعداد تام ان يقتل كل افراد عائلته من اجل مصلحته الذاتية ومنافعه الخاصة وعلى نفس الاستعداد ان يقتل كل ابناء عشيرته كل ابناء قوميته كل ابناء طائفته من اجل مصلحته فما يدعيه من حب واخلاص وتعصب لعشيرته لقوميته لطائفته بالحقيقة انها وسيلة تضليل وخداع لابناء عشيرته طائفته قوميته من اجل تحقيق اهدافه الخاصة ومنافعه الذاتية

فالانسان الذي يحب عشيرته قوميته طائفته هو الذي ينطلق من منطلق انساني من المصلحة العامة والمنفعة التي يستفيد منها الجميع انه مع الحق مع المظلوم

لا شك ان الانسانية سائرة الى بناء مجتمع انساني موحد دين الانسان وامة الانسان وحكومة الانسان لنشر الحب والسلام بين بني البشر في كل مكان

الجميع تتوجه للعلم والعمل وقيمة الانسان من خلال علمه وعمله وما فيهما من خير ومنفعة للناس اجمعين

نعم هناك الكثير من المجرمين المتوحشين الذين يرتدون زي بشر الا ان حقيقتهم حيوانات متوحشة لا تزال تعيش على دماء ولحوم البشر فهؤلاء دعاة الحروب والعنف والظلم والاغتصاب والسلب والنهب يشجعون الاختلافات والصراعات بين بيني البشر على اساس ديني قومي عشائري عائلي فردي

فلو اتخذنا سيرةالامام علي لاستطعنا ان نجعل منه مقياس ان نقيس به الانسان فاذا كان بمستوى الامام علي في علاقته بالاخرين فانه انسان واذا لم يكن بذلك المستوى فهو لا يزال دون مستوى الانسان

فالانسان صاحب نزعة انسانية مطلقة لا تشوبها اي شائبة فكل ما يعتنق وما يؤمن من افكار واراء ومعتقدات منطلقة من مصلحة الانسان اولا واخيرا نفسه وفكره ودينه وحزبه في خدمة الانسان ومن اجله

فكان الامام علي يرى ذروة الراحة عندما يتعب ويرتاح الاخرين

ويرى ذروة الشبع عندما يجوع ويشبع الاخرين

ويرى الخلود عندما يموت من اجل ان يعيش الاخرين

لهذا عندما ضربه المجرم ابن ملجم بتحريض من المجرم معاوية صرخ متحديا ومبتسما فزت ورب الكعبة

وشعر براحة عندما اعطى طعامه الذي لا يملك غيره الى احد الجائعين