القيثارة عزفت وأطربت ففازت
 
 
ضربت إدارة نادي الشرطة مثالاً رائعاً بحسن التخطيط والعمل من أجل تحقيق هدفٍ رأته صعب المنال على كل من عمل في إدارة هذا النادي خلال أكثر من (15) عاماً بالتمام والكمال وهي المدّة التي غاب فيها لقب الدوري عنهم وعن جماهيرهم الموشّحة بالأخضر والتي كانت بحق خير عونٍ للإدارة واللاعبين في مشوار الدوري العراقي الطويل. فوز الشرطة لم يكن مفاجأً لنا كمتابعين ونقّاد ، لأننا رأينا كيف أمسك لاعبو القيثارة المميّزين ومدربهم الكفء بتلابيب الدرع مع انطلاق مسابقة دوري النخبة ولم يتركوه أو يدعوا مجالاً للآخرين حتى بالتفكير به من خلال تبادل المقاعد مع المتصدّر الشرطة الذي بقي متربعاً على المقعد الوثير ودافع عنه ، رغم حدوث بعض الخروق من قبل الأندية الأخرى التي حاولت كثيراً أن تزيحه ، لكنهم جوبهوا بدفاعٍ مستميتٍ من فريق تقف خلفه مجموعةً من العناصر المكمّلة وليكون الوصول بسلامٍ إلى تحقيق احتلال الهدف والإمساك بالدرع والذهاب به نحو مقر النادي في واحد من أجمل الكرنفالات التي لم نسمع خلالها ، إلا عزف القيثارة الشجي وهو يشنّف الآذان ليخبرنا أن عصر القيثارة الذي بدأ من الصعب أن ينتهي وهو ما بدأنا نراه ، حين وجدنا الإدارة الناجحة للشرطة ومع انتهاء أطول دوريات الكرة في العالم ، تباشر عملها للاستعداد للموسم القادم ، وتخبر الآخرين بأن ما شاهدوه لم يكن ضربة حظ وسرعان ما تنتهي ، وإنما جهد مبذول وسيبقى يتواصل بهمّةٍ أكبر شعارها ( الوصول إلى القمة صعب ولكن الحفاظ عليها أصعب) ، لذا شكّلت ورشة العمل التي تديم الانتصار للمواسم القادمة. نحن نبارك لإدارة الشرطة ورئيسها السيد أياد بنيان الذي وجدناه يطبّق أشياء جديدة في فن العمل الإداري ، لكي يصل بالنادي ذي الشعبية الجماهيرية إلى أفضل الأماكن ، ليس بكرة القدم فقط وإنما ببقية الفعاليات الأخرى ولأن اليد الواحدة لا تصفّق ، كان اعتماد السيد أياد على أناس أخلصوا معه لخدمة كل من يرتدي الأخضر والذين وقف خلفهم جمهور عريض وصفه بنيان ، بأنّه اللاعب رقم (12) الذي حسم البطولة بعد أن حافظ على تواجده في كل الظروف ليؤكّد للعالم أجمع أن جمهور الأخضر يستحق وبجدارةٍ أن يحصل على لقب الجمهور المثالي ولتكون الفرحة فرحتين باللقب والجمهور. ألف مبارك لكل الذين وقفوا خلف القيثارة ، سواء ممن نعرفهم أو لا نعرفهم ، لأن هكذا منجز كبير بالطبع تقف خلفه جهات وأناس كثيرون منهم من يظهرون في الواجهة وغيرهم راضون بعملهم بتفاني بالظل ، لأن الهدف الأسمى والأكبر هو من سعوا إليه وحصلوا عليه ، لتبدأ فرحة عشاق القيثارة الذين لم يتوقّفوا عن الفرح والتعبير عنه لحد الآن. ودعوة لبقية الأندية وإداراتها الكريمة أن تدرس تجربة نادي الشرطة وتأخذ منها ما يساعدها على تطوير النفس ، لأن تجارب الآخرين هي من نستقي منها للوصول إلى الأهداف التي ترسم أولاً ومن ثم تتحقق على أرض الواقع ... نجدد مباركتنا للشرطة وإلى مزيد من التقدم والنجاحات.