من المشهداني الى الشاهبندر : كلكم حسنة ملص |
صبحكم الله بالخير ...
فايروس أنتشر أخيرا في وسط برلمانيي العراق الأشاوس ... وهو التعبير عن مفاهيمهم الديمقراطية بأرذل لغة عرفها تأريخ السياسة ، الذي يتطلب من السياسي أن يكون ذا طباع نفسية هادئة يتوسم بالكياسة واللطف وأمتصاص غضب المقابل دون أن يستشيط غضبا أو أن تصدر منه عبارات لا يحمد عقباها على مستقبله السياسي .
بالأمس أطلق محمود المشهداني وهو أول رئيس برلمان عراقي بعد التغيير ( حسب أدعائه ) تعبير : خو ما نديح بالشوارع ، ردا على سؤال في أحدى الفضائيات من أن الذي يقدم أستقالة لا يستحق راتبا تقاعديا .
ثم أنتقلت العدوى الى النائب ( مطشر السامرائي ) الذي وصف العراقيين بـ ( التايهين والبائسين ) وهو نفس معنى ( الدايحين ) خلال لقاء اجرته معه قناة الأتجاه الفضائية .
و ( ديح ) في اللغة فعل لا يعرف أشتقاقة ، فيقال ( ديح في بيته ) بمعنى أقام ، وديح ماله بمعنى فرقه ، والديحان : هو الجراد ، وفي كل الاحوال فأن المشهداني والسامرائي لم يكونا يقصدنان المعنى اللغوي بل المعنى المتعارف عليه في الشارع العراقي ، وكل هذا اللغو والغلط على الشعب الذي أوصلهم الى ما وصلوا اليه ، هو بسبب دفاعهم المستميت على أمتيازاتهم التي منحها لهم المحتل الأمريكي دون وجه حق .
وأذا أعتبرنا أن ( مطشر ) هو رجل علماني لا علاقة له بالدين لا من قريب ولا من بعيد ، عكس المشهداني الذي يعتبر نفسه من ( السلفيين ) ، وكذلك عكس كبير مفاوضي دولة القانون ( عزة الشاهبندر) الذي ينتسب الى حزب الدعوة الأسلامي الذي أسسه الشهيد الصدر الأول ، حيث أن هذا الأخير أقسم بالله ثلاثا :
أن حسنة ملص أشرف من طارق الهاشمي !!!!!
وقال في حديث له لموقع أسرار ( أن حسنة ملص تحمل من الغيرة والعفة ما لا يملكه الهاشمي ) .
ولست بصدد الدفاع عن الهاشمي ، بل الدفاع عن الذوق العام الذي تجرأ الشاهبندر بالتجاوز عليه و تجريحة بهذا الوصف المخزي ، فأن كنت تعرف جيدا من هي حسنة ملص يا عزة ، فأن معظم العراقيين لا يعرفون شيئا عن هذه الساقطة المبتذلة ، و من المعيب جدا أن تجعلها محل وصف أو مقارنة .
في الخمسينيات بدأت صوت العرب تستخدم اللغة الجارحة والتعابير الكاريكاتيرية ضد الحكام والملوك الذين لا تتوافق آراؤهم مع الرئيس جمال عبدالناصر .. وراحت اذاعة صوت العرب تسّب وتشتم أنظمة جمهورية قامت في العراق وسوريا وغيرهما . وكان صوت مديرها أحمد سعيد ينتشرفي الآفاق لنشر الاخبار الكاذبة والبطولات الخارقة الوهمية عن جمال عبد الناصر وبنفس الوقت كان يشنع ويذم الزعيم عبد الكريم قاسم.
وجعل العراقيون هذا المعلق المصري فلته زمانه (احمد سعيد ) معلق اذاعة صوت العرب اضحوكة ومهزلة للعالم اجمع حينما اوصلو اليه بعض العراقيين ممن طكت ارواحهم من تعليقاته السخيفة والكاذبة والتي لم تكن تستند الى وقائع حقيقية او مضامين صادقة خبر اعتقال المناضلة القومية )حسنة ملص ( والشخصية ، ولمن لا يعرفها او يسمع عنها ، فقد كانت حسنه ملص عاهرة مبتذله ، فلم يتريث احمد سعيد ولم يستبين ، وانطلق صوته ملعلعا في صوت العرب ، بفاجعة اعتقال سلطات عبد الكريم قاسم الرفيقة المناضلة القومية الشريفة ( حسنه ملص ) ، وظل احمد سعيد ينعق طوال ايام ويصيح بصوت عالي في اذاعة صوت العرب : كلنا حسنه ملص كلنا حسنه ملص كلنا حسنه ملص من المحيط الى الخليج فيا أيها البرلمانيون والسياسيون ، حسنوا من لغتكم والفاظكم وأنتم تصفون الشعب العراقي المجاهد الصابر المحتسب ، الذي بفضله تتنعمون أنتم وعوائلكم بخيرات العراق بعدما كنتم تستجدون لقمة الخبز من الحكومات التي كانت تأويكم أيام خدمتكم ( الجهادية ) وألا فأنكم مقبلون على رد لم تتوقعوه من هذا الشعب ( الدايح البائس التايه ) .
و لا عجب وأنتم بهذه الأخلاق المتدنية أن تغيروا نشيدنا الوطني يوما ، ليكون :
مات اللمبجي داود وعلومه كوموا اليوم دا نعزي فطومة
و هلهولة للشعب الساكت ...هلهل هلهل هلهل
أودعناكم أغاتي ....
|