الدعوة الى الصبر على مرارة الحكومة



هل في مقدورالشعب ان يصبر , وهو بين مطرقة الحكومة الظالم . وسندان الارهاب القتل ؟ وهل ان الصبر يبعد الاهوال والمحن والاحزان من المواطن المظلوم ؟ وهل الصبر يعيد هيبة وسمعة ومكانة الحكومة ,وهي تمارس لعبة النفاق والمماطلة والتسويف , لقضايا الشعب الساخنة والمشروعة ؟ وكيف يكون الصبر وعمليات اللغف والنهب والشفط , جارية بمهمة عالية وبخطى متسارعة تسبق سرعة الريح ؟ . وكيف يكون الصبر , والموت يداهم الناس في اية لحظة , وعزائيل وجنده الاشاوس من المليشيات الطائفية , الذين ينشرون رايات الموت السوداء . وهم يتجولون بكل حرية ويسر ,في داخل البيوت او في الشوارع او في الاسواق والاماكن المزدحمة . كأنهم لايعرفون ان ياخذون اجازة استراحة او هدنة موقتة او عطلة او اضراب عن العمل , في ممارسة القتل والذبح والسلخ للعبد المظلوم , كأن الموت صار روتين يومي . . وكيف يكون الصبر والخطاب الطائفي والتوتر المذهبي , والانقسام الطائفي كأنه قدر للعراق والعراقيين , حتى في المنطقة السكينية الواحدة ؟ . وكيف يكون الصبر والحكومة والبرلمان , ضاع منهم العقل والرشد والحكمة , وكأن مسؤولية هذا الوطن , ليس من اختصاصهم وصلاحياتهم , سوى صلاحية نهج التهميش والاقصاء والتسقيط السياسي , في ظل ضياع المقاييس وغياب المعايير , حين يصدح رئيس الحكومة بسمفونيته المحبوبة صباحا ومساءا ( أنا الدولة , والدولة أنا ) . . ومتى يعود الوطن الضائع الى احضان شعبه , وهو يداس باقدام القادة السياسيين . الذين ارسلهم ابليس والشيطان , لعقاب الشعب وسلخ هويته واصله ونسبه , . وكيف يكون الخلاص , اذا كلما طالب الشعب بانسانيته وكرامته وحقوقه , حتى يرى جند االشيطان , بالمرصاد له وهو يلوح بعصاءه الكهربائية , ليلدغ ويطبخ ويصبغ الجلود , بشهوة وحشية . كما حدث في التظاهرات السلمية في 31 آب , والتي عبرت بشكل انساني متحضر , عن مطلبها العادل , في الغاء الرواتب التقاعدية لمجلس النواب وكبار مسؤولي الدولة . حتى كشرت الحكومة واجهزتها الامنية والعسكرية , عن انيابها المتعطشة لدماء , كأنها في حرب حامية الوطيس مع اعداء الوطن , لترد الصاع بصاعين . وتحمي سور الوطن .. كيف يكون الصبر والسيارات المفخفخة تجول وتصول بحرية تامة , كأن البلاد خلت من القوات الامنية والعسكرية , لتجلب الموت المجاني , من الذين دفعهم حظهم العاثر تلك اللحظة الى ساحة الموت ؟ . يجب ان تدرك وتفهم القيادات السياسية التي بيدها الحل والربط , بان الشعب ليس عدوا لها وهي من طينة هذا الوطن , بل ان الشعب يطالب فقط بحياة حرة وكريمة , واستقرار امني , وانصافهم برفع الظلم عنهم , والتصدي بحزم صارم , لكل من يعبث باثارة النعرات والفتن الطائفية , بهدف تمزيق وحدة الوطن . وحق هذه القيادات ان تفعل ما تريد وما تشتهي وما يطيب لها . ونطالب البرلمان ان يقف بجانب الشعب , وان يكون صوته الحقيقي قولا وفعلا , ويسعى بضمير وطني مسؤول الى تسريع التشريعات , التي تهم حياة الشعب الاساسية , ويحامي الدستور , بما يخص حقوق المواطن بحرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي , ويحمي ثروات البلاد من افاعي الفساد , ويبتعد نهائيا عن المشادات الكلامية الفارغة والعقيمة , التي تثير السخرية والتندر والمسخرة . وليفعل ما يطيب ويحلو له ويطيب خاطره ومزاجه . . لذا وصلت الحالة العراقية المريرة , الى حد الاختناق والغضب , فقد طفحل الكيل , ولم يعد السكوت إلا ذل ومذلة وخنوع , وحذار ان يفقد الشعب صبره . فانه سينفجر كالبركان الحارق