الأموال العامة والمصالح الخاصة

 

بأمكان اي حزب او حركة اوكتلة اوتجمع.. اكتساب ثقة الجماهير، والتفافها حوله ،ومؤازرته ،ودعمه ،واعادة انتخابه واتخاذه ممثلا عنها وراعيا لشؤونها ومحققا لطموحاتها، لالمرة واحدة بل لمرات ومرات مالم يحصل ما يزعزع تلك الثقة ويؤدي الى النفور والبحث عن بديل واختيار الافضل.
بامكانه ان يحقق ذلك الحلم ويكسب الرهان ببساطة وسهولة من دون الاضطرار واللجوء الى اساليب خداع الجماهير واستغفالها والمتمثلة باستقبال حملته الانتخابية بتنفيذ بعض المشاريع الآنية السريعة ذات التأثير المباشر على الحياة اليومية للناس مع ما تسببه من هدر للمال العام ،وانهاك  للخزينة ولرصيد الاجيال القادمة بالحجم الذي لايتناسب والمردود المرجو من هذه المشاريع .
بامكانه تحقيق مايطمح اليه بعيدا عن هذه الاساليب المخادعة التي سرعان ما تنكشف للقاصي والداني..بامكانه ذلك من خلال  نكران الذات ،واخلاص النوايا ،والتجرد عن الانانية والانتهازية،والابتعاد عن الحرص والمكاسب الشخصية والفئوية،والنزول الى الشارع والتفاني في خدمة مجتمعه.
امور لاتكلف شيئا ولاتتطلب اموالا خاصة، ولاجهودا مضنية  مع انها ترفع من شأن متبنيها الى مصاف العظماء والقادة والمصلحين.
يبدو ان سوء السريرة يسوق بعض السياسيين الى اختيار الادنى استجابة لمطامع، وخنوعا لنوازع، واشباعا لرغبات سرعان ماتزول معقبة ندما  وحسرة ، وجلدا للذات، فضلا عن لعنات التأريخ واحتقار الناس وحساب الله العسير وذلك هو الخسران المبين !.
كان بامكان هؤلاء  تبني الموازنة والاعتدال في التعامل مع الاطراف السياسية المنافسة وتنفيذ ما تطرحه من مشاريع وافكار تصب في خدمة الشعب ومصالح العراق الوطنية العليا ،وتقدم المنافع العامة لكل العراقيين، كان بامكانهم تقديم افضل مالديهم في طريق التنافس الشريف وترك الحرية للناس لتحكم وتختار من خلال النتائج والمعطيات على الساحة فهي اعرف بمن يحرص على مصالحها ومستقبل ابنائها.
 لقد سئمت الجماهير تلك الاساليب المفضوحة المتكررة قبل كل موسم انتخابي  وراحت تتندر بها وتشكك بنوايا متبنيها . 
بئس المكاسب التي يكون ثمنها التنكر للمبادئ والاخلال بالثوابت والانقلاب على رفاق الدرب والاعراض عن الحق والتنمر على الناس.