الضجة والزوبعة الاعلامية التي احدثتها تصريحات احد نواب القائمة العراقية فيما يخص موضوع نشر صور بعض الرموز الدينية في شوارع العاصمة بغداد، وما تلتها من مواقف شديدة ورافضة خصوصا من كتلة الحزب الحاكم والتحالف الوطني، جعلتني اتساءل في نفسي مندهشا، بعد ان شاهدت احد رجالات الحزب الحاكم ممن تجرأوا بالقول العلني على المرجعيات الدينية وانتقصوا من عنوانها وهو يطل علينا من جديد عبر وسائل الاعلام، وقلت لماذا يا ترى غابت ردود الفعل عن هذه الانتقادات الحادة الجارحة للمرجعية في حينها كما حصل اليوم مع حادثة الصور؟.
الم يكن الاجدر بالقوى الشيعية آنذاك ان تدلي بدلوها وتبين رايها ومعارضتها ما ان سمعت بتلك الهجمة المنظمة المقصودة ضد عنوان المرجعية؟.
اليس الجميع يدعون انهم جنود المرجعية ولن يسمحوا لاي احد المساس بعنوانها ورموزها؟.
فيا ترى ما المجوز الذي دفع كل قوى التشيع السياسية في العراق ان تقف وقفة حازمة تجاه موضوع الصور وتتخاذل في الوقت نفسه تجاه التعدي على المرجعية الدينية من قبل احد رجالات الحزب الحاكم ومن المقربين لدولة الرئيس؟!.
وقد حاولت جاهدا ان اجد مبررا لهذا التناقض والازدواج فلم اجد سوى تبريرا واحدا له يتلخص، بعمد بعض القوى الى استمالة عواطف الشارع الشيعي طائفيا في مثل هكذا مواقف بغية التغطية على الفشل الذريع الذي تقع فيه الحكومة بين حين واخر، وهو ما سيؤدي بدوره الى ان يعيش المجتمع في دوامة الانشغال عن واقعه المرير من خلال الخوض بهكذا ترهات، لن تنفع احدا على الاطلاق سوى المتمسكين بحبل السلطة.