معذرة سيدي ربما غبائي وقلة حيلتي وجنوني دفعني إن أخاطبكم بوقاحة ...
معذرة فانا منذ أربعون عاما وارضع من ثدي التخلف اتهجأ الرصاص والوك رغيف الخبز بالدم ...عيناي لم ترى سوى الدمار وطبلة إذني مزقتها أصوات الصواريخ والمفخخات...
معذرة إنا الجهل بعينه وهل أكثر من هذا جهلا ان أصارع سيدي اللص...فأنت الحاكم وانأ المحكوم أنت الأمير وانأ العبد المظلوم
أنت الورقة الرابحة في كل وقت وفي كل زمان وانا الورقة الخاسرة في كل الأوقات....
كلمتك مسموعة في كل وقت وزمان وأبواب الحكام مفتوحة لك في كل مكان أنت تأمر وأنت تنهي وأنت الأول والأخير...وانا عبد فقير.. يتمنى رضاك...
عندما تتمارض لأسامح الله ادعوا لك انا وكل أهلي وجاري ومختار المحلة وشيخ الجامع والمحافظ وووو إلى أخر القائمة ..
ندعو إلى ربنا العالي إن يحفظك ويحميك لتكثر أموالك ويكثرون الأذلاء من حولك..
علمني ياسيدي كيف اسرق ...حتى أكون محترم...
هذه صنعة رابحة في زمن الكل فيه خاسر ...تتجدد حيويتها في كل الأوقات تبقى هذه الصنعة متوهجة مع اختلاف الأزمنة واختلاف الحكومات ...
اللص لص في الزمن الماضي او الزمن الجديد...
هو محترم من أصحاب التوجه اليمين ومحترم من أصحاب التوجه اليسار... لان لديه مفتاح كل الأبواب ولايحتاج إلى عصا سحرية للتغيير فقط تغير بسيط في الملبس والديكور.. ويبقى إمبراطور...
علمني ياسيدي كيف اسرق ...حتى أكون محترم..
لأنني تقيأت الذمة لم تستطيع معدتي الفارغة ان تهضمها ....منذ كنت طفلا نعيتها ولبست عليها ثوب الحداد
منذ ان رأيت ( ابن الحمولة يسير خلف القواد))
وللكلام بقية