الحل في العقل!! |
العقدة والحل في العقل. عندما يذهب العقل , وتتمكن العواطف والإنفعالات , يبدأ مرجل المشاكل بالغليان, وتتحقق تداعيات وتفاعلات قاسية , وتمتلك مسيرة الوجود إرادة الغاب. وعندما يستطيع العقل أن يفرض صوته , ويرفع راياته , تبدو الحياة بمفرداتها ذات وجه آخر , وصورة جديدة , وربما أكثر جمالا وفتنة وروعة. وعلة البشر , أن وجوده مرهون بقوة الجر ما بين العاطفة والعقل , فإذا مالت القوة نحو العاطفة حصدنا نتائج وخيمة , وإذا صار العقل أقوى وأقدر , جنينا أثمار السعادة والسلامة وطيب الحياة. ولا يمكن لحالة أن تبقى على ما هي عليه. فلا عقل يسود دوما ولا عاطفة, وكأن لكل منهما دوره وعمره المرهون به. فالبشر لا يمكنه أن يكون حالة عاقلة متمسكة بمعطيات عقلها وحسب. لأن ذلك سيختزن طاقة عاطفية , ذات قدرات إنفجارية عالية ومؤثرة في محيطها. أي أن العاطفة والعقل تتبادلان الأدوار. وفي عالمنا المعاصر , بآلياته المتصارعة , هناك العديد من العقول المستثمرة في التأجيج الإنفعالي والتحشيد العاطفي , فترى مجتمعات قد تحولت إلى كتلة عاطفية ملتهبة , مما يُسكب فيها من مُوقدات النيران. ومجتمعات منطقة الشرق الأوسط , تقع ضمن هذه المجتمعات المأسورة بعواطفها , والمملوكة من قبل الآخرين الذين يستخدمون عقولهم , لتأجيج الوجود العاطفي فيها , وجني ثمار مصالحهم وأهدافهم. فما تحقق في بلداننا , عبارة عن سعير إنفعالي , يتم إيقاده بصنوف العوامل والعناصر , والمؤججات اللازمة لحفاظ على دوام إستقادته , فتحول كل موجود فيه إلى رماد. فهل ستنحرر المنطقة من أصفاد العواطف والإنفعالات؟ وهل ستتمكن من إستخدام عقلها ورؤية حاضرها ومستقبلها؟!
|