كنا ولم نزل نأمل ان تنتهي الأزمة السورية بحلول سلمية ، ويعود الشعب السوري يداوي جروحه العميقة ويمسح غبار الإذلال لملايين المشردين في معسكرات اللجوء ويفتح صفحات جديدة للتصالح والحياة ..! انتحار هذا الأمل صار يتجسم عبر إحتشاد حوض البحر المتوسط بالسفن المدمرة وحاملات الطائرات ، واتخمت الموانئ الحربية ب" التوماهوك" و"الكروز " ، هذا الواقع المر يدعونا ان نصلي مع أخوتنا المسيح في العالم لنجاة شعب سوريا من الكارثة المقبلة . وبتجرد تام أدعو الأخوة السياسيين الى إدراك حقيقة ان العراق سيكون بوجه العاصفة ، وسوف تمتد آثارها المدمرة إذا لم نأخذ الإحتياطات الواقية ونتحصن بقليل من الروح الوطنية ونترفع عن الخلاف والعداوة وسلوك إسقاط الآخر ، أو التفكير بالإنتصار على بعضنا ..! مطلوب الآن من أحزابنا وسلطاتنا ومرجعياتنا ورجالات الفكر والسياسة والإعلام ، ان تحدقّ بعمق وتتخيل اسوأ السيناريوهات لما ستكون عليه الأحداث المقبلة من إفرازات عدوانية سيكون لها إسقاط سلبي على الواقع العراقي المهدد بالأرهاب والإنقسام والكوارث أصلا . الآن ينبغي ان تبادر القوى السياسية الى إتفاق مرحلي على تصفير المشكلات او تجميدها عبر ميثاق شرف يوقف الصراع والتسقيط الإعلامي والإعتداء والإستفزاز وكل مايورد الخلاف حتى عبور العاصفة ..! وشخصيا أدعو سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لتبني هكذا مشروع وانضاجه ، ودعوة الفرقاء السياسيين للإجتماع حوله والإلتزام به ، خصوصاً وان الذاكرة السياسية القريبة تحفظ له دوراً متميزاً في وأد الخلافات وتقريب وجهات النظر ، وإقتراح بدائل ايجابية في تفكيك العقد والإنسدادات في أفق العملية السياسية . الوطن في عهدة الأوفياء ، والإخلاص الوطني يبرز عند إشتداد الخطر الذي يتهدد الوطن ، وإذ ندعو الحكومة والقوى السياسية الفاعلة لتوخي الحذر وعدم الإنخراط في محاور الصراع ، فأن الإلتزام بوثيقة شرف وطني تكون برعاية السيد الحكيم ستحقق واقعية الإجراء وإنقاذ الوطن من شرور أكبر قد تضربه في خضم العاصفة المقبلة ،لاسامح الله .
Falah.almashal@yahoo.com
|