شعب العراق الذي تظاهر واعيا وأصيلا



ليس من دواعي الترف ولا البطر أيها النائب الفطحل ان يخرج هذا العدد الكبير من ابناء الشعب العراقي وهم يجوبون الشوارع في كافة مدن العراق ولكنها من العلامات الفارقة التي لم تتعودوا عليها في حياتكم عندما كنتم تعيشون تحت اجنحة نظام الحزب الواحد والتسلط الفردوي والجبروت الحاكم الطاغي في ثلاثية الحروب المروعة التي قادها ذلك النظام ، فلم يكن بمقدور المواطن الصالح والرافض للظلم ان يخرج للتعبير عن رأيه في اطار عمل الدولة وما قام به المتسلطون ممن جعل كل مؤسساتها عبارة عن ولايات وممالك لأبناء الحاكم المقبور وعصاباته من جهلة البعث ،، هذا ما كنتم تتصوروه عن شعب اعزل من الديمقراطية طحنته اقلام التقارير ودهاليز الموت التي اعتاد عليها من هم اليوم ينفذون الى عصب العملية السياسية في العراق ليخرج علينا كل يوم احدهم ويفرغ ما في جعبته من آراء مسمومة لا تعبر الا عن واقع هو مقتنع به بل هي نظرته الحقيقية لهذا الشعب ومثل هذه النماذج كثيرة جدا نراهم يتقافزون في اروقة البرلمان وكافة اروقة العملية السياسية وهذا ما يحز في نفوس الشعب العراقي .
رسالتي الى النائب عن القائمة العراقية مطشر السامرائي باعتباري مواطنا عراقيا رفض ولا يزال يرفض كل الممارسات الحمقاء والامتيازات المهولة المقدمة الى أناس بعضهم غير مؤهل للجلوس في مقعده الوظيفي او السياسي ،، اقول : انت غير مؤهل لأن تصفنا بهذه بأوصاف أقل ما يقال عنها انها بذيئة وخارجة عن المنطق والاتزان الشخصي وليس لك الحق في رد الجماهير وسلبهم رأيهم وارادتهم فكل فرد عراقي اليوم مهما كان لونه وعرقه له الحق في ان يقول ما يريد ضمن حدود الاخلاق والدستور والمطالبة بحقوقه في اطار الدولة والمجتمع ولا اعتقد اليوم ان شخصا يمكنه ان يتقلد كرسي الحكم عنوة دون موافقة وارادة هذا الشعب الذي يصفه مطشر السامرائي "" بالبائس والدايح "" ومن المعيب أننا اليوم امام خروج اخلاقي حتى على المألوف العشائري وربما يكون هذا النائب اول المدعين بالعشيرة وشرفها وقواعدها والا من هو الذي اوصله الى قبة البرلمان غير هؤلاء الناس الذين يمتلكون حسا وطنيا وشرفا عاليا يحاولون من خلال اندماجهم واندفاعهم للعملية السياسية كي يحافظوا على البلد وهذا هو الشعور والاحساس الوطني ،، فليس من المنطق ان من يفكر في ذلك ويمتلك هذا الوعي والحرص على البلد والانفتاح على الحياة الديمقراطية ان يكون متكيسا بتلك الاوصاف التي تنعت بها شعبا قدم ما قدم من الضحايا على مدى التاريخ ابتداء من الذين راحوا ضحية انظمة التسلط والتجبّر الى من سقطوا على يد الارهاب الاعمى ،، والغريب لم نسمع يوما ان هذا النائب قد وصف عتاة الارهاب بأنهم جزء من تشكيلة البائسين والدايحين القادمين الينا من خارج الحدود ، فهؤلاء هم من ينطبق عليهم قولك المسموم وليس ابناء العراق الذين تحملوا ما لم يتحمله شعب من الشعوب الاخرى ولو كان هذا الشعب كما تصفه انت لرضي بالذل الاسود واحتمى خلف النائحات .
لا اعتقد ان اعتذارا يمكن ان تقدمه الى الشعب العراقي ليرضى به كما طلب منه ذلك احد النواب فهذه الشتيمة على شعب بملايين البشر لا يمكن ان ترد إلا بعزل هذا النائب من وظيفته البرلمانية وايقاف تكليفه والتخويل الذي منحه اياه الشعب العراقي لأنه ليس اهلا لأن يمثلهم كونه لا يتشرف بهكذا شعب والعكس هو الصحيح .
نصيحتي الى النائب ان يحمل اغراضه ويرحل من كل العملية السياسية بعد ان ينحني معتذرا لهذا الشعب الشريف ،، كما أتأمل من القائمة العراقية اذا ارادت الحفاظ على قاعدتها الجماهيرية ان تتخذ موقفا حاسما منه وفصله من قائمتهم والا سيعتبرهم الشعب مشاركين لهذا النائب في التهجم عليهم