الشرف الوطني ... هل تثبته الوثائق والنصوص ؟


 

حقيقة أراد فرضها الساسة حتى أصبحت واقع ملموس , (إن سبب الأزمات الإمنية والخدمية لها علاقة مباشرة بالخلافات السياسية ) , ساسة لم يتراجعوا من كشف نواياهم وإدخال العراق الى أخطر المراحل  , بمخالفة النصوص الدستورية القائمة على مفاهيم الديموقراطية والتبادل السلمي للسلطات , والعدالة الإجتماعية , اجحاف واضح في توزيع الثروات وفرص العمل والإستقرار السياسي والإجتماعي , والعدالة غائبة في أصل ايدلوجيات إختزلت تاريخ وحقوق شعب كامل  بنخبة مختارة  من نفسها للعصر  وقائدة للضرورات وبطولاتها  القومية والمذهبية والعشائرية ,  العدالة تغيب حينما يؤوسس الجهل ركائز المؤوسسات في التخطيط  , والفكر بالنزوات , وخداع الناس بالبطولات المزيفة , ليس عرف في مفهوم السياسة  ان تعيش في وطن يكون الشرف فيه حماية النخبة فوق القانون  وعلى حساب الدماء , والخلافات  لم تكن يوماً ما لغرض التقدم في الأداء والتسابق على العطاء  , إنما حساب أرباح مقاولات رأس مالها الحضوة السياسية  والفرصة  والصفقات والقرب من المسؤول  والتحاصص , والبعض بحاجة الى إثبات شرفه في زمن خلط الدماء مع الغبار , وتسلق على الجماهير من صادر مطالبها , والشرف الوطني لا يمكن ان يكون بمجرد الموافقة والتوقيع على النصوص  دون المحافظة على مقدرات الشعب التي يستخدمها  بتلاعب لفظي وتزويق كلامي وشعارات إنشائية , ووعود من ساءت سرائره لا تلزمة نصوص ومواثيق  هدفها الوحدة الوطنية ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية والمحافظة على سيادة البلاد  والعملية الديموقراطية , وثيقة الشرف لا تعني التأسيس لولايات الحكم   دون حفاظ على ولايات المدن  وأمن المجتمع , ومشكلتنا لا تزال تكمن في الكرسي والإستئثار بالسلطة  والحلول عادة ما تأتي متأخرة مجتزئة للحفاظ على بقايا النظام  , وأحلام المواطن  وردية لا تزال في يقضة أرقه من طول الإنتظار , الشرف إنتهى عند البعض حينما جعلوا من المغانم اشرف من حياة المواطن , والقبلات والتصافح والولائم تنتهي في لحظاتها , والمواثيق والعهود منحازة للمكاسب , ولماذا يحتاج الساسة الى وثيقة في هذه الفترة , وبعضهم شاط غضباً وكشر عن انيابه , حين القول ان البعض لا غيرة ولا اخلاق , وشعر إن الكلام  موجه عليه , في هذه الفترة ليس المهم ان نتقاتل على من يحكم بقدر ما نبحث على من ينجز , والتمسك بالولاية تعني إننا نعطي لنفسنا الشرف ولا نعطيه للأخرين , ونجعل من القضايا المصيرية أغراض أنتخابية , إنه تجرد المسؤول وشعورة بوظيفته عند المواطن , ويأكل من خيراته  ووسيلة للخدمة غير متفضل حينما يتصافح مع الأخرين للمصلحة الوطنية .
 الساسة بإعلانهم المستمر سبب الأزمات خلافاتهم السياسية ,إعطى المبرر للإرهاب في تطوير عملياته و لهم ذرائع لتبرير الفشل , وإفتعال الأزمات لتعليق الأسباب عليها , حتى اختلفوا في قضايا لا يمكن ان تكون محل للخلاف وتهتم بالخدمة وتحسين الأقتصاده , المواطن ينتظر وثيقة الشرف لا تكون للمقايضات والمكاسب والإتفاق على تبادل المصالح والولايات , إنما شرف المسؤولية والإنتماء  الحقيقي للوطن وجمع كلمة الشركاء الفرقاء على حلول تعزز أواصر الوحدة والعلاقات المجتمعية بأرادة حقيقة , ولا تحوي على شروط مسبقة ووعود بمكاسب سياسية وإنتخابية , وتعزز المبادرات السابقة وتطابق الأقوال بالأفعال , وتنهي حقبة من الخلافات التي  خلفت الكثير من الأزمات وتحافظ على ما تبقى من ارواح المواطنين  , وعدالة اجتماعية وفرص متساوية للجميع .