إلى كل الكذّابين في الدولة العراقية

 

رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النوّاب ونائب رئيس الجمهورية ورئيس إقليم كردستان ورئيس وزراء إقليم كردستان وقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني , إنكم جميعا يا سادة تعلمون علم اليقين أنّ الرئيس جلال الطالباني قد مات منذ فترة ليست بقليلة , وإنكم جميعا تكذبون على الشعب العراقي ولا تخجلون من هذا الكذب , وإنكم جميعا متآمرون على الدستور العراقي الذي يوجب انتخاب رئيس جديد للبلاد في حالة خلو منصب الرئيس لأي سبب من الأسباب , وإنكم جميعا تعلمون إنّ إخفاء موت الرئيس وعدم الإعلان عنه هو مخالفة صريحة للدستور .

فهل هنالك دولة في العالم شعبها لا يعلم مصير رئيسه إن كان حيا أو ميتا منذ أكثر من ثمانية أشهر ؟ وهل هنالك دولة محترمة تخفي موت رئيسها ؟ أي دولة هذه التي لا تستطيع أن تنتخب رئيس جديد لها ؟ وأي دولة هذه التي يتفق فيها الجميع على الكذب على الشعب وخرق دستوره ؟ وكيف ستطلبون من الشعب أن يحترم هذا الدستور وأنت تدوسونه تحت أقدامكم ؟ والأهم من كل هذا كيف سيصدقكم الشعب وأنت تكذبون عليه بدون أي حياء أو خجل ؟ ألا تعون أيها السادة المأزق الذي أنتم فيه ؟ لماذا هذا الاصرار على الكذب ؟ وهل أنّ مصلحة الشعب أن يبقى البلد بدون رئيس ؟ .

كما أنّ العراقيون يتسائلون عن مصير مطالبة الادعاء العام العراقي لمجلس النوّاب بتنفيذ الفقرة ج من المادة 72 من الدستور العراقي والمتعلقة بانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد خلو منصب الرئيس , وبموجب الصلاحيات القانونية الممنوحة للادعاء العام بموجب المادة أولا وثانيا من قانون الادعاء العام رقم 159 لسنة 1979 المعدّل , لكنّ رئيس الادعاء العام وللأسف الشديد هو الآخر قد خضع لابتزازات الساسة الكذّابين وغض النظر عن مطالبة مجلس النوّاب بانتخاب رئيس جديد للبلاد , في الوقت الذي يوجب فيه القانون أن يكون الادعاء العام هو المدافع الأول عن مصالح الشعب واحترام وتطبيق القانون .

إنّ استمرار السلطات المعنية بإخفاء حالة الرئيس ومعرفة مصيره تعكس بشكل جلي هشاشة النظام السياسي القائم وعمق الأزمة التي يمر بها شعبنا العراقي في ظل هذه العملية السياسية , بالرغم من أنّ أطرافا سياسية وإعلامية مستقلة حاولت أن تقف على حقيقة الوضع الصحي للرئيس , وأعلنت استعدادها لإيفاد إعلامين مستقلين إلى المشفى الذي يرقد فيه , لكنّ هذه الجهود المخلصة قد بائت جميعها بالفشل لتستمر بذلك مهزلة غياب الرئيس , أيها العراقيون ... رئيسنا قد أنتقل إلى الرفيق الأعلى منذ فترة ليست بقليلة , وساستنا يكذبون جميعهم علينا .