أو ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسُلَّماً إلى ضلالهم وداعياً إلى غيهم ، وسالكاً سبيلهم ، يُدخلون بك الشك على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم ، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك ، وما أيسر ما عمروا لك فكيف ما خربوا عليك.. فانظر لنفسك فإنه لا ينظر إليها غيرك وحاسبها حساب رجل مسؤول. وانظر كيف شكرك لمن غذاك في نعمه صغيراً وكبيراً...
ولا تحسب أني أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك، لكني أردت أن ينعش الله ما قد فات من رأيك ويرد إليك ما عزب من دينك ، وذكرت قول الله تعالى في كتابه: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ...فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به والسلام).
لم يكن كلام الامام عليه السلام موجه للزهري فقط وانما وجه لكل شخص عرف الحق واتعظ من هذا الكلام فهل اتعظنا منه ونحن نعيش المأساة تحت ظل الحكومة اليوم الم نجتمع حولهم بأصواتنا واقلامنا لنصفق لهم ونعينهم على الظلم الم نسكت عن اعمالهم الإجرامية ونجيبهم عندما يدعون ونحن نعرف كذبهم وخداعهم الم نتحمل ونرى المصائب ومع ذلك مازلنا نلتزم الصمت !
وهل كنا حقا اهل لنقف بوجه الظالم ان لا نكون يد يضرب بها اعدائه ويكون هو المسيطر ونحن لعبة بيديه يحركها متى واين ما تصب مصلحته ودون خوف حتى وان قطعت فهناك الكثير ليضرب بهم ومن احب عمل قوم حشر معهم ونحن بقولنا الباطل وسكوتنا عن الحق وعن اعمالهم الاجرامية سنحشر معهم .
ما أروع هذا الكلام يا مولاي ليت الجميع يعرف معناه ويأخذ به ( فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك ، وما أيسر ما عمروا لك فكيف ما خربوا عليك.. فانظر لنفسك فإنه لا ينظر إليها غيرك وحاسبها حساب رجل مسؤول.) فكم يسرق المسؤولون الان وكم ينهبون من خيرات هذا البلد الجريح مقابل ما يعطوه لاتباعهم ليغلقوا افواههم ويكونوا تحت امرتهم وفي النهاية لم يرد الامام عليه السلام لنفسه شيء وانما اراد رضا الله سبحانه وتعالى وان يذكر اخاه المومن فليتنا عملنا على رضا الله واتعظنا من كلام امامنا عليه السلام وذكر احدنا الاخر ليعمل بما يرضي الله تعالى ليعيش الناس حياة حرة كريمة دون سلطة ظالمة .