احمد العلواني هو نموذج واحد من شريحة ليست بالقليلة، يكدون كد الكدايش والحمير في نشاطات ليست من ضمن افتراضات عملهم. هو نموذج واضح جدا للفساد الذي يجتاح البلد فيكون شريانه الدافع للحضيض. فساد احمد العلواني لا يحتاج لا الى وثيقة ولا الى اثبات، فهو فساد في العلن، معروض على شاشات التلفزة ومديا الانترنت، ولا بد وان رئيس البرلمان النجيفي حين يستلقي على احدى وثائر مقاعد صالونه الضخم يشاهد نشاطات العلواني في ايام الجمع على احد شاشات التلفزيونات الستة التي اشتراها على نفقة البرلمان. احمد العلواني عضو برلماني متغيب عن الحضور لمجلس النواب منذ تسعة اشهر لاسباب مرضية مشفوعة باجازات طبية. لكنه مريض من نوع السوبرمان، فهو ينط حين يصعد منصات الخطابة وكانه يتسلقها. يخطب بكل عنف حتى يخشى المعتصمون تمزق طبلات آذانهم، ويلوح بيده متوعدا وكانه يضرب البوكس التي اتى على ذكره رئيس الوزراء، ويعلو بصوته مهددا فيخاف اصحابه من تقلبات مزاجه. العلواني لا يكتفي بتنظيم الاعتصامات والمسيرات ولا بالقاء الخطب العصماء ولا باجراء اللقائات التلفزيونية واعطاء التصريحات التلفزيونية، انما يهدد بقطع الرؤوس والرقاب وبتر الايادي وقطع الالسنة. فاي مريض متوحش هذا!! الصاحون المتعافون لا ينشطون مثل نشاطه ولا يجهدون مثل جهده. ومع كل هذه الصحة والعافية يمنحه طبيب عراقي اجازة مرضية طول مدة تغيباته ويتقبلها رئيس النواب الذكي جد بكل اريحية!! دون ان يخاف ان يكون مضحكة القاصي والداني، بان هذا المتمارض يضحك ويسخر ويخرج لسانه ويجر اذانه مستهزءا بالشعب وبالقانون. الولد العلواني النائب البرلماني في الزمن الطغمقراطي هو سليل القائمة العراقية، فهو حتى وان تبول على منصة البرلمان او تبرز في منتصف القاعة، لا يخشى غضبا ولا يثير احتجاجا ولا يخاف طردا لا من النجيفي ولا من بقية النواب. ليس النجيفي فقط هو الساكت عن هذا الصبي الشقي البرلماني، بل حتى وزير الصحة الذي لا يسحب اجازة ممارسة المهنة من الطبيب الذي اعطى العلواني الاجازات المرضية ولمدة تسعة اشهر وهو اصحى من الليرة الذهب. ولا تضغط الحكومة على البرلمان في طلب رفع الحصانة عنه، بل تسكت وتبذل جهودا ومساعي للتصالح واعادة التحاصص او تنتظر لما بعد الانتخابات لطرح مبادرات اكثر دسامة ووسامة من المحاصصة السابقة. والنواب لا يحتجون ايضا، ذلك لان لكل قائمة فسادها الكبار، والايام دول، مرة لك ومرة عليك، والبرلمان على اية حال هو برلمان شيلني واشيلك، فلماذا لا يسكتون على زميلهم الصبي الشقي المراوغ العلواني ويأخذونه بحنانهم، فغدا سيعود مثل الابن الضال فياخذونه باحضانهم وينثرون على رأسه الواهلية. ثم لماذا يغضبون على احمد العلواني وغدا سينظمون الى ما يشبه جوقته فيلقون الخطب ويظهرون على شاشات التلفزيونات خاصة في زمن الترشيح والانتخابات، فيصيحون ويهددون ويتوعدون من اجل ان يفوزوا ويربحوا في الانتخابات. ملاحظة بريئة ظهر على شاشة فضائية البغدادية نائب الجمعية الوطنية السابق عبد الفتاح الشيخ، قدمته البغدادية بحلة المناضل المجاهد الرئبال الذي لا يهدأ له بال. ثم استعرضت مآثره وجرأته في سنوات خوالي كن من ضمن الجهد المبذول للفوز بالانتخابات ضمن القائمة العراقية. عبد الفتاح الشيخ الذي قال انه يتحضر للانتخابات القادمة وعد الجمهور بانه سيكشف كل ملفات الفساد معززة ومشفوعة بوثائق الاثبات وسيفضح كل اسماء الفاسدين، بالطبع اذا انتخبته الناس. بعد هذا الوعيد والتهديد، ربما ستكثر على عبد الفتاح الشيخ الاتصالات لتطيب خاطره وتعرض عليه الهدايا والعطايا لله في الله، اذ ان الجميع يخشى ان يكون من ضمن الذين يهدد الشيخ بفضحهم، فكل له اكثر من وزر وكل له اكثر من ملف فساد والاموال كثيرة بفضل المحاصصة والوقت حرج فهو وقت الانتخابات والمغامرة خطرة والعيون والاذان مفتوحة. في احد سنوات السبعينات من القرن الماضي، نشرت الصحف اللندنية تبليغا لادارة سوق ينص على ان امراة امير خليجي قد تسوقت بكذا مبلغ ونست ان تدفع فاتورة الحساب، وان لم تسارع الى تسديدها ستضطر الادارة الى نشر اسم الاميرة في الصحف. في اليوم التالي انهالت على تلك السوق مئات الشيكات بقيمة الفاتورة المعلنة، فكل الامراء ظنوا ان زوجاتهم او بناتهم هم المعنين بهذا الاعلان.
|