سوريا 3 – تفنيد إدعاءات كيري ووثيقة الحكومة الأمريكية بشأن الضربة الكيمياوية

 

 

عانت الإدارة الأمريكية من مشكلتين كبيرتين في حملتها لتسويق الحرب على سوريا لشعبها وللعالم ، الأولى هي المصداقية التي فقدتها في حروبها السابقة، وخاصة حرب العراق، والثانية هي ضعف وكثرة تناقضات القصة التي قدمتها. ومما لا شك فيه أن تفاعل القضيتين كان شديد التأثير. فضعف المصداقية والغضب الشعبي الأمريكي والعالمي الشديد على الإحتيال الذي مارسته الحكومات الأمريكية عليه سابقاً، والخشية من تكراره ثانية، دفعهما إلى تمحيص ادعاءات إدارة أوباما بدقة، واكتشاف كل الثغرات فيها، وكانت اكثر مما يتخيل المرء!

 

الرد على نقاط تقرير الحكومة

قدم البيت الأبيض وثيقة (1) حول استعمال الأسلحة الكيمياوية من قبل الحكومة السورية. وقد نشرت العديد من الدراسات والمقالات التي تشكك في البراهين الأمريكية وتعتبرها "مليئة بالثقوب"، وهو عنوان إحدى تلك المقالات (2) التي أشارت إلى أن تلك الوثيقة "غارقة بالمتناقضات" وتثير التساؤل حول مصداقية الحكومة الأمريكية. فيما يلي أهم النقاط التي جاءت بها الحكومة الأمريكية في وثيقتها، وكذلك أهم حجج كيري التي عبر عنها في تصريحاته، والرد عليها:

 

غموض طريقة جمع المعلومات وإيصالها

 

أهم التحفظات على ادعاءات الولايات المتحدة من قبل خبراء الأسلحة الكيمياوية هو افتقاد الفهم والطرق العلمية في جمع الأدلة، ومازال الغموض التام يلف مصدر النماذج المحللة والأفلام وكذلك طريق وصولها إلى الولايات المتحدة وإجراءات التأكد من أمانة سلسلة انتقال تلك الأدلة دون التلاعب بها حتى وصولها إلى الحكومة الأمريكية، واية مختبرات تابعت ذلك.

 

ويتضح ذلك الإشكال حتى من جمع المعلومات البسيطة مثل الأرقام الشديدة التباين حول عدد الضحايا. فلا تبين الوثائق التي تم الكشف عنها ولا ملاحظات كيري من أين حصلت الحكومة الأمريكية على الرقم الذي ادعته للقتلى (1429) ولا عدد الأطفال (426)، وكل ما قالته أنه "تقدير حكومي أولي" قالت انها تنتظر معلومات جديدة حوله، بينما كانت المصادر البريطانية تتحدث عن "ما لا يقل عن 350 حالة وفاة". أما فرنسا فأكدت 281 ضحية فقط، وقالت مصادر المعارضة أن هناك 502 قتيل!

أن صيغة عبارة الوثيقة الأمريكية تسعى كما يبدو لإعطاء أقوى أنطباع إعلامي ممكن في الوقت الحاضر، لكنها تترك الباب مفتوحاً للتراجع في المستقبل، إذا ما كشفت حقائق "غير مناسبة".

 

علق انتوني كوردسمان المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع بأن هذه الإختلافات أجبرت أوباما على ان يعطي رقما آخر (مدور بالأصفار) هو "أكثر من ألف شخص". وأعتبر كوردسمان أن ذلك التخبط يشير إلى مشاكل في المعلومات الأساسية نفسها (فكيف بالتحليل؟). وطالب الحكومة الأمريكية بتقديم أسماء الضحايا، مشيراً إلى أن ذلك يذكر المرء بالأخطاء التي قدمت لوزير الخارجية كولن باول في خطابه للأمم المتحدة عام 2003.

 

الهجوم الكيمياوي والأسلحة المستعملة

 

شكك دان كاسزيتا - أحد أهم الخبراء في الكيمياء والأسلحة البايولوجية، بمصداقية تشخيص أعراض ضربة السارين، بعد أن قدم شرحاً مفصلاً لخواص الغاز في مقالة له.(3) دون أن يستبعد وقوع الضربة فعلاً.

ويقول تقرير الحكومة الأمريكية: "في تقديرنا فأن المعارضة لم تستعمل الأسلحة الكيمياوية" ، ولا ندري من أين جاء هذا "التقدير"، فهناك قائمة طويلة من التقارير تؤكد أن المتمردين كانوا يمتلكون أسحلة كيمياوية!(4)، كما تؤكد مصادر عديدة أنه من المحتمل جداً أنهم استعملوها بالفعل، وتشمل تلك المصادر، مفتشة حقوق الإنسان من الأمم المتحدة، كارلا بونتي التي أكدت أن أن فريق الأمم المتحدة جمع شهادات تبين أن المتمردين قد استعملوا الغاز، ولم نجد إطلاقاً (!) أية ادلة على ان الحكومة السورية هي التي فعلت ذلك!!(5)، وكذلك تحدثت صحيفة هاآرتز الإسرائيلية،(6) والأمن التركي (7) عن استعمال المتمردين للسلاح الكيمياوي.

وعلى عكس ما تقول حجة التقرير الأمريكي، بأن "النظام السوري هو (وحده) الذي يمتلك نوع الذخيرة التي استعملت في الهجوم، فأن الصواريخ التي يبدو أنها قد استعملت في الهجوم هي من النوع البسيط الذي يمكن صنعه من قبل المتمردين.(8)

 

كذلك شكك محللون بادعاء الحكومة الأمريكية بأن الصواريخ أطلقت من منطقة تسيطر عليها الحكومة، والتوقيتات التي قدمت وأهميتها، وأشاروا إلى أن المنطقة كانت في تلك اللحظة تحت اشتباكات وكان المتمردون والحكومة السورية يتبادلان السيطرة عليها. واستعان تقرير الحكومة الأمريكية بالرسائل المتبادلة في مواقع التواصل الإجتماعي على الإنترنت، لكن تلك الرسائل التي أكدت الحادث، لم تتطرق إلى من قد يكون أطلق الهجوم.

 

تسجيل الإتصالات العسكرية وأفلام الفيديو

 

أما التسجيل الصوتي الذي تقدمه الحكومة الأمريكية على أنه حديث بين مسؤولين سوريين التقطته الأجهزة الأمريكية، وتقديمه كدليل على الضربة الكيمياوية، فهو إدعاء يعتمد "على الثقة"، والمشكلة أنه يأتي من جهة سبق أن زورت مثل تلك الأدلة بالضبط، وقام وزير خارجيتها بتقديمها إلى الأمم المتحدة على أنها حقائق، رغم تحذير موظفيه وهو ما يجعله عديم القيمة.(9)

 

وتقول الحكومة الامريكية بأن لديها إضافة إلى معلوماتها الأمنية، تقارير من جهات طبية دولية وسورية وأفلام فيديو وشهود عيان والآلاف من تقارير مواقع التواصل الإجتماعي.. ، لكن تقارير أخرى تدعي العكس وأن المتمردين هم من استعمل الأسلحة الكيمياوية، مثل اعترافات بعض الضحايا في الغوطة بأن الجيش الحر هو مصدر تلك الكارثة. !(10). وقام آخرون بالإستعانة بعارفين باللغة العربية لجمع معلومات وأدلة من مصادر مختلفة في الشرق الأوسط، واعطوا صوراً وأفلام تشير إلى العكس، وقدموا فيديو يكشف الجيش الحر وهو يطلق صاروخاً يفترض أنه محمل بالأسلحة الكيمياوية. !(11)

 

الإدعاء بأن المعارضة في تقدير الحكومة الأمريكية "غير قادرة على إنجاز تزوير كل الفيدوات والأدلة على ذلك الهجوم الكيمياوي، هو مجرد رأي بلا دليل، وما أسهل أن يحصلوا على الدعم في هذا المجال إن احتاجوا إليه، من دول عديدة، بينها دولة التقرير نفسه، التي لها تاريخ في تزوير الأدلة، خاصة عندما يحتاج تسويق الحروب إلى ذلك! كذلك فقد اكتشفت الحكومة السورية والعديد من الصحفيين من جهات عربية وأخرى أجنبية ، تزوير البعض من أفلام المتمردين. (12)

ولاحظ احد خبراء الأسلحة الكيمياوية أنه من الصعب أن نعرف اين تم تصوير تلك الأفلام!(13)، ولكن حتى إن كانت الأفلام صحيحة، فإن السؤال الأساسي هو :من الذي قام بتنفيذ الهجوم؟ وهذا ما لا تستطيع الأفلام تحديده.

 

المعلومات السرية التي قدمت للكونغرس فقط

 

لم يتح لنا أن نشاهد المعلومات السرية التي قال التقرير أنها قدمت للكونغرس فقط لاسباب أمنية. لكننا نرى أن اعضاء الكونغرس لم يعطوا أهمية لتلك المعلومات "السرية". قال مايكل بركس أنها "أثارت من الأسئلة أكثر مما أجابت"!(14) وقال آخر أنها "ضعيفة"!(15) وقال عضو آخر أن ما قاله أوباما جعلني أكثر شكاً في العديد من النقاط الأساسية المبررة للهجوم !(16)

وطالب احد الكتاب بكشف "المعلومات السرية" وعرضها على طاولة النقاش للشعب الأمريكي، وإلا فإنها عديمة المعنى. !(17)

 

كيري يكذب باتهام سوريا بتأخير التحقيق

 

وعدا نقاط التقرير الحكومي، فأن إحدى أهم محاججات جون كيري من أجل تبرير الحرب الأمريكية على سوريا هي ان حكومة الأسد قد "أخرت مفتشي الأمم المتحدة" في "محاولة لتغطية الجريمة" حسب قوله، ليضيف بأن النظام السوري قد فشل في التعاون مع فريق التحقيق للأمم المتحدة. المثير للدهشة أنها نفس اتهامات بوش لصدام حسين عشية حرب أميركا على العراق بالضبط، ومن قبل حكومات لا تتردد في إعلانها عدم التزامها بالأمم ا لمتحدة أو حتى انتظار تقاريرها، التي تقول مسبقاً أن قراراتها لا تعني شيئا لها!.

على اية حال، قال كيري أن الحكومة السورية لم تستجب لطلب التحقيق إلا بعد أن قامت بقصف المنطقة وأخرت الموافقة خمسة ايام والذي ادى بشكل منهجي إلى تدمير الأدلة. واضاف أن "ذلك التصرف ليس تصرف حكومة تريد أن تبرهن للعالم أنها لم تقم باستعمال الأسلحة الكيمياوية".!(18)

لكن خبراء الاسلحة الكيمياوية يؤكدون بأن الأدلة على استعمالها لا تختفي في أيام، بل تبقى سنيناً! فقد وجدت الأدلة على قصف حلبجة بعد أربعة سنين من الحادثة. كما أوضحت النيويورك تايمز!(19)

وأكده خبراء عديدون من الجيش الأمريكي وبريطانيا وفرنسا !(20) والأمم المتحدة التي قال المتحدث باسمها أنه "يختلف بشكل تام مع حجة كيري وتقرير وزارة الخارجية بأن الوقت قد فات للحصول على الأدلة، فالسارين يمكن اكتشافه بعد شهور من استعماله".

 

الأهم من ذلك كله أن كلام كيري عن تأخير الحكومة السورية للقبول بفريق التفتيش، غير صحيح! فحسب قول فرحان حق، الناطق باسم الأمم المتحدة، سلمت مبعوثة الأمم المتحدة الطلب إلى السلطات السورية السبت، وأن سوريا قدمت موافقتها في اليوم التالي، الأحد! !(21)

 

بل وأكثر من ذلك فإن الولايات المتحدة هي التي عملت كل ما تستطيع لعرقلة عملية الفحص!! !(22)

فقد ضغط "مسؤول أمريكي" حسب وول ستريت جورنال، على بان كي مون في اتصال هاتفي لإلغاء ذلك التحقيق تماماً! وكانت حجة المسؤول "أن الوضع في سوريا لم يعد أميناً بالنسبة للمفتشين وأن بعثتهم لم يعد لها معنى"، وأن الولايات المتحدة لا تعتقد أن المفتشين سيتمكنون من جمع أدلة حاسمة بسبب مضي الوقت والضرر الذي تسبب فيه القصف!

وما أكد شخصية المسؤول الأمريكي، وأنه جون كيري، أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماري هارف، والتي اكدت للمراسلين بأن كيري تحدث مع بان كي مون في نهاية الأسبوع. وأكدت موقف الولايات المتحدة من التحقيق: "نحن نعتقد بأن الوقت قد تأخر كثيراً وأن الدمار في المنطقة أصبح كبيراً بحيث لا يمكن للتحقيق أن يكون ذا مصداقية"!

وما لم تذكره الناطقة باسم الخارجية أن الحكومة السورية وافقت فورا استلام الطلب على وقف إطلاق النار وحرية تامة في الوصول إلى المنطقة التي قيل انها ضربت بالسلاح الكيمياوي، كما صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

ويبدو أن موقف الحكومة الأمريكية ينطلق من خشيتها تكرار إحراجها حين لم يجد فريق التفتيش في عامي 2002 و 2003، أي دليل على أسلحة دمار شامل في العراق، ورفض الإدارة الأمريكية إعطاء المفتشين أي وقت إضافي للبحث، وأنها لم تكن راغبة في معلومات تعرقل اندفاعها نحو الحرب، في الحالتين.

شكوك بأمانة الحكومة الأمريكية وانهيار قصتها

 

أشارت العديد من المقالات إلى حقيقة أن الحكومة الأمريكية سبق أن أدعت أنها تملك أدلة غير قابلة للشك

حول أسلحة الدمار الشامل في العراق، ثم ثبت أن جميع تلك الأدلة كانت مزورة.

ينقل عن بوتين أنه قال: كانت مفاجأة غير سارة بالنسبة لي. نحن نتحدث إليهم (الأميركان) ونفترض أنهم أشخاص أمناء، لكنه (كيري) يكذب وهو يعلم أنه يكذب. هذا أمر محزن.!(23)

وقال كاتب معروف أن الحكومة الأمريكية قد افتضحت بأنها تتكون من مجرمي حرب يكذبون كلما فتحوا أفواههم!

وقال بعض الخبراء المشككين: "يبدو أن تلك القصة يتم إعادتها ثانية"!!(24)

 

لقد شجعت شكوك الناس بأن اليوم لا يختلف عن الأمس، على تمحيص ادعاءات الحكومة الأمريكية وكشف التناقضات والغرائب غير القابلة للتفسير أو التصديق التي رافقت قصتها، والتي ذكرناها هنا وأخرى لم نذكرها. فمثلاً، إحدى الغرائب المثيرة للدهشة تصريح الإدارة الأمريكية بأن أميركا كانت تجمع معلومات مختلفة تبين استعدادات النظام للهجوم المذكور قبل ثلاثة أيام من الحادثة، وأن رجال النظام كانوا في موقع العملية لـ "مزج" الاسلحة الكيمياوية وبضمنها السارين، وان القوات قد استعدت لهجوم 21 آب بلبس اقنعة الغاز! فلماذا سكتت أميركا عن هذا الأمر، في الوقت الذي اثار فيه مسؤولوها ضجة دولية على شكوك مماثلة في الماضي؟ وأهم من ذلك، لماذا لم تحذر الولايات المتحدة، المتمردين؟!(25)

 

إزاء كل هذا، ولمعرفتهم بالعار الذي لحق زملاءهم في حرب العراق، سعى العديد من المسؤولين إلى الحذر في تصريحاتهم لتبرئة انفسهم من هذه الحرب وأحياناً بكشف الحقائق وإشارتهم إلى نقاط الشك، وشمل ذلك شخصيات من دوائر الحكومة الخاصة وموظفين سابقين كبار. فأعلن مسؤولون حكوميون أمريكان وبريطانيين صراحة بأنهم ليسوا متأكدين من الذي أطلق الأسلحة الكيمياوية!(26) وكشف ضابط سابق كبير من السي آي أي في مقال له، أن المعلومات قد تم تسييسها بشكل كبير جداً لتسويق الحرب على سوريا!(27)

 

تعليقات إضافية وخاتمة

 

علق أحد القراء الأمريكان على الويب قائلاً: "لا أستطيع أن اصدق أن النظام السوري يمكن ان يقدم مثل هذه الحجة لأميركا مجاناً وهو في ذروة تحقيق انتصاراته بدون الحاجة إليها، بينما من المفهوم تماماً أن يفعلها المتمردون".

وعلق آخر: "أتساءل كيف تم استبدال علمنا بعلم الشركات المزيف!"

ومن العراق كتب أحد الأصدقاء معلقاً على مقالة لي: "هل رأيتم بحياتكم مثل هذه العنجهية والغطرسه ؟ يريدون معرفة ان كان هناك استخدام للكيمياوي حدث في سوريا ام لا، وبغض النظر عمن هو ارتكب الجريمه سيقومون بضرب بشار الاسد!"

ولم يكن قد قرأ بعد، هذه القائمة من الأكاذيب في التقرير الأمريكي وهذا الإندفاع المحموم إلى الحرب!

 

***

 

كانت هذه هي المقالة الثالثة من سلسلة المقالات حول الحرب الأمريكية المنتظرة على سوريا، وكانت الأولى بعنوان سوريا 1- استبيانات شعوب دول المحور الأمريكي ودلائلها" !(28) والثانية سوريا 2 - لماذا تورط الأمريكان بقصة الكيمياوي المحرجة؟”(29)

 

(1) Government Assessment of the Syrian Government’s Use of Chemical Weapons on August 21, 2013
http://www.whitehouse.gov/the-press-office/2013/08/30/government-assessment-syrian-government-s-use-chemical-weapons-august-21

(2) To some, US case for Syrian gas attack, strike has too many holes
http://www.mcclatchydc.com/2013/09/02/201027/to-some-us-case-for-syrian-gas.html#.UiVFVGS9Kc0

(3) Brown Moses Blog: Chemical Weapon Specialists Talk Sarin, Saraqeb, and Khan Al-Assal - Part 2
http://brown-moses.blogspot.de/2013/08/chemical-weapon-specialists-talk-sarin.html

(4) Yes, the Syrian Rebels DO Have Access to Chemical Weapons
http://www.washingtonsblog.com/2013/09/yes-the-syrian-rebels-do-have-access-to-chemical-weapons.html

(5) U.N. Strong Suspicions That Syrian Rebels Used Sarin Gas - YouTube
http://www.youtube.com/watch?v=sY_9SrIUVwU

(6) Jihadists, not Assad, apparently behind reported chemical attack in Syria
http://www.haaretz.com/news/middle-east/jihadists-not-assad-apparently-behind-reported-chemical-attack-in-syria.premium-1.511680

(7) Turkey finds sarin gas in homes of suspected Syrian Islamists
http://rt.com/news/sarin-gas-turkey-al-nusra-021/

(8) Actual Video of UN Weapons Inspectors Examining Syrian Chemical Weapon Rockets
http://www.washingtonsblog.com/2013/08/actual-video-of-un-weapons-inspectors-examining-syrian-chemical-weapon-rockets.html

(9) Colin Powell's Own Staff Had Warned Him Against His War Lies
http://davidswanson.org/content/colin-powells-own-staff-had-warned-him-against-his-war-lies

(10) EXCLUSIVE: Syrians In Ghouta Claim Saudi-Supplied Rebels Behind Chemical Attack
http://www.mintpressnews.com/witnesses-of-gas-attack-say-saudis-supplied-rebels-with-chemical-weapons/168135/

(11) Evidence: Syria gas attack work of U.S. allies

http://www.wnd.com/2013/08/video-shows-rebels-launching-gas-attack-in-syria/

(12) Syrian Rebels Caught Embellishing on Tape
http://www.thedailybeast.com/articles/2012/03/27/syrian-rebels-caught-embellishing-on-tape.html

(13) Intelligence Experts Decry Weak Case For Syria Strike
http://www.huffingtonpost.com/2013/08/30/syria-strike-chemical-weapons_n_3844469.html

(14) Harkin on Classified Syria Briefing: 'Frankly Raised More Questions Than It Answered'
http://www.weeklystandard.com/blogs/harkin-classified-syria-briefing-frankly-raised-more-questions-it-answered_751549.html

(15) Texas Republican: Evidence that Assad used chemical weapons is 'thin'
http://thehill.com/blogs/blog-briefing-room/news/319879-texas-republican-evidence-that-assad-used-chemical-weapons-is-thin#ixzz2dpV1EY9c

(16) Twitter / repjustinamash: What I heard in Obama admn ...
https://twitter.com/repjustinamash/status/374319778053509120

(17) تفنيد وثيقة الحكومة الأمريكية

http://www.washingtonsblog.com/2013/09/point-by-point-rebuttal-of-u-s-case-for-war-in-syria.html

(18) Kerry’s speech on Syria, chemical weapons and the need to respond
http://www.washingtonpost.com/blogs/worldviews/wp/2013/08/26/read-the-full-transcript-kerrys-speech-on-syria-chemical-weapons-and-the-need-to-respond/

(19)Chemical Attack Evidence Lasts Years, Experts Say
http://mobile.nytimes.com/2013/08/28/science/not-easy-to-hide-a-chemical-attack-experts-say.html?from=global.home

(20) Nerve gas still traceable, experts say of Syria attack - FRANCE 24
http://www.france24.com/en/20130826-nerve-gas-still-traceable-experts-say-syria-attack

(21) As Strikes on Syria Loom, Is U.S. Ignoring a Diplomatic Track That Could Prevent More Violence?
http://www.democracynow.org/2013/8/28/as_strikes_on_syria_loom_is

(22) IPS – In Rush to Strike Syria, U.S. Tried to Derail U.N. Probe
http://www.ipsnews.net/2013/08/in-rush-to-strike-syria-u-s-tried-to-derail-u-n-probe/

(23) بوتين: كيري يكذب

.. http://www.activistpost.com/2013/09/the-us-government-stands-revealed-to.html

(24) Experts: U.S. Case that Syrian Government Responsible for Chemical Weapons Is Weak
http://www.washingtonsblog.com/2013/08/experts-u-s-case-that-syrian-government-responsible-for-chemical-weapons-is-weak.html

(25) To some, US case for Syrian gas attack, strike has too many holes
http://www.mcclatchydc.com/2013/09/02/201027/to-some-us-case-for-syrian-gas.html#.UiVFVGS9Kc0

(26) The Wheels Just Came Off the Syria War Wagon
http://www.washingtonsblog.com/2013/08/the-wheels-just-came-off-the-syrian-war-wagon.html

(27) Intelligence Officials Confirm that Intelligence Is Being Politicized to Justify War In Syria
http://www.washingtonsblog.com/2013/09/proof-that-u-s-is-once-again-fixing-the-intelligence-around-the-policy-to-justify-war-in-syria.html

(28)صائب خليل: سوريا 1- استبيانات شعوب دول المحور الأمريكي ودلائلها

http://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/569216289802111

(29) صائب خليل: سوريا 2 - لماذا تورط الأمريكان بقصة الكيمياوي المحرجة؟
http://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/570567203000353

(30) Point-By-Point Rebuttal of U.S. Case for War In Syria

http://www.washingtonsblog.com/2013/09/exclusive-top-chemical-weapons-expert-says-syrian-deaths-could-have-been-caused-by-industrial-accident.html