إجتماع الرئاسات .. وبداية توحيد المواقف .

 

 

شكل الاجتماع الذي عقدته الرئاسات الثلاث وقادة الكتل السياسية انعطافة مهمة في مسيرة العملية السياسية لكونه فتح افاقا جديدة في تجاوز الخلافات والذهاب الى توحيد المواقف والرؤى ازاء الاحداث المهمة والخطيرة التي تشهدها الساحة الدولية والإقليمية .

وهذا الاجتماع يعطينا انطباعا بان الجميع يشعرون بحجم المخاطر المحدقة بالعراق على ضوء الاحداث المتسارعة بشأن القضية السورية ، كما يعطينا انطباعا بان التحاور والنقاش هو افضل السبل لتجاوز الخلافات والاختلافات وتحديد المنهج الوطني الذي يجب العمل بموجبه لتفادي اي تداعيات داخلية وخارجية .

ولا يمكن بأي حال من الاحوال اخفاء علامات البهجة والسرور التي اصابت المواطن العراقي وهو يشاهد قادة العراق مجتمعين تحت سقف الخيمة الوطنية ويقررون نبذ وتجاوز كل ما يمكن ان يعصف بوحدة العراق ويشتت تلاحم ابناء شعبه .

وهذا الموقف سوف يحسب للجميع بغض النظر عن موقفنا من هذا الطرف او ذاك لأننا كشعب يجب ان نتجاوز بعض المواقف السلبية لقسم من الشخصيات المشاركة بالعملية السياسية ما دام الامر يتعلق بشيء خطير اسمه وحدة وكرامة العراق .

ونتمنى ايضا ان تكون المواقف الايجابية للرئاسات وقادة الكتل هي مواقف دائمية وثابتة لا تغيرها المصالح البعيدة عن مصلحة الشعب لان الوضع المحيط ببلدنا لا يسمح بالتأزم في خضم الاوضاع المحيطة به .

وبالعودة الى الاوضاع الخطيرة التي تشهدها الساحة نجد ان الاجتماع كان الخطوة الصحيحة وبالاتجاه الصحيح خصوصا ان ما تمخض عنه كان مهما جدا ويوازي اهمية تلك الاوضاع

كما إن التداعيات التي خلفتها تلك الاوضاع اصبحت واضحة للعيان فازدياد الهجمات الارهابية والتصريحات الطائفية والمواقف السلبية من الاحداث الداخلية والخارجية هي إنعكاس لمخلفات تلك الاوضاع .

فاليوم نحن لسنا بحاجة الى خطابات طائفية مقيتة من بعض اشباه السياسيين مثل احمد العلواني ومن هم على شاكلته ، بل نحن بحاجة الى من يترفع عن الصغائر من اصحاب الضمائر والعقول الواعية التي تقدر الوضع الراهن تقديرا مشبعا بالغيرة والوطنية .

وعلى هذا الاساس فان اجتماع القادة حمل اكثر من مضمون في رسالة واحدة ، فهو اعطى ضربة قوية للمراهنين على الطائفية السياسية وأوصل رسالة لبعض الحكام العرب الذين نخرت عقولهم الطائفية والتكفيرية والنظرية التآمرية بان العراق اذا ما اصابه خطر ما فهو شعب وقيادة موحدة بوجه كل من يفكر بالتآمر عليه .

كما ان هذا الاجتماع كان بمثابة اجماع وطني على حماية العراق من منابع الارهاب وتمدداته سواء اكانت هذه التمددات داخلية او خارجية ، وهو ما توضح من خلال بيان الاجتماع الذي اكد على دعم وإسناد الاجهزة الامنية في تصديها للإرهاب ولعلها المرة الاولى التي يتم الاجماع فيها على دعم القوات الامنية وهذا تطور مهم في منهجية التفكير السياسي الديمقراطي في البلد .

إن الاحداث في سوريا ربما كانت السبب في الاجتماع ولكن توفر الارادة الوطنية هو من انجح هذا الاجتماع ، ولعل موقف العراق ومبادرته كانت النموذج الاهم في ترسيخ السياسة العراقية في محيطها الاقليمي والدولي بغض النظر عن التعامل مع المبادرة من عدمها لان الاهم في الامر ان العراق سيكون صاحب موقف مؤثر في الاحداث .

اما المرتزقة والخونة من اصحاب الاجندات الخارجية امثال العلواني والعيساوي فان مزبلة التاريخ باشتياق لرؤياهم في ربوعها .

وعلينا ان لا نتغاضى عن مؤامراتهم بل يجب ان نقف بالمرصاد لهم لان خطر هؤلاء اشد وطأة من خطر الارهاب الخارجي لكونهم من يؤسس ويجد الارضية المناسبة للإرهاب الخارجي للدخول الى البلد .

ولكن يبقى الاجتماع الرئاسي هو الخطوة الصائبة في الوقت الحرج ويبقى هو ما تصبوا الية الجماهير باعتباره البوتقة التي تصهر فيها المواقف لتخرج بنتائج ايجابية تخدم مواقف العراق الخارجية وتعزز من تطوره وبناء استيراتيجيته المستقبلية في التعامل مع الاحداث كافة.