أنعل أبو اللي بچّاك



لي صاحب لا يفوّت فرصة اتصال أو لقاء بيننا إلا ونصحني بأن لا أكتب وأنا في لحظة غضب. ورغم أني، بحكم التخصص الأكاديمي، درست الكثير عن فن السيطرة على الغضب أو كيفية إدارته anger management، صرت أضع نصائح صاحبي نصب عيني حين تأتيني أخبار العراق بما يجعلني أعض شفتي من الغيظ. هاك يا صاحبي هذا الرابط وأرني كيف تطفئ فورة غضبك:

http://www.youtube.com/watch?v=iN5UQurucyA

أي إنسان هذا الذي لا يخرجه الغضب من ثيابه وهو يرى عزيز عراق ذل؟ ومن أين آتي بهذا الذي لا يتميز قلبه من الغيظ وهو يرى ابن بلده يذله "جار" غاشم أغلف القلب لا يأبه لمعاريض الكلام؟
اسمع، يا صاحبي، هذا المظلوم الذي لم يكتف "دولة جارنا" بتركه، مثل كل العراقيين، هدفا مكشوفا للإرهابيين يعيش ويموت بالصدفة، بل استل عليه سوط "الفردي والزوجي" حتى بات لم يجد غير الدموع يشكو به الى ربه مرارة العيش وذل الجوع. اسمعه ثم قل لي يا صاحبي أوصل رأيك بدون غضب! أي رأي؟ أي رأي بقي والذل قد غطى الناس و"ما مش زلم وتكصة"؟
أنا الذي أريد، هذه المرة، ان امتحن غضبك، يا صاح، لتريني حلمك وتعلمني كيف تداري غضبك بعد ان تسمع وترى ما في الرابط التالي:

http://www.youtube.com/watch?v=gST8Q_rLxQ0

شفت؟ الشيخ زايد يكاد يفقد صوابه حين سمع ان هناك مواطنا إماراتيا واحدا يسكن بالإيجار. ما الذي كان يفعله هذا الشيخ الغيور لو عرف بان هناك مواطنين يسكنون في المقابر وفي بيوت التنك ومواطنات يفترشن الأرصفة ويشحذن بالشوارع؟ وما الذي سيقوله هذا الشيخ الجليل لو سمع ان في إمارته أطفالا يبيعون الكلينكس بالطرقات؟ وهل يا ترى سيبقي هذا العادل المنصف عقاله على رأسه، مثلما يتأنق جارنا بربطة عنقه، لو قُتل ألف من أبناء بلده في الشهر؟ كلا ورب الراقصات. اني أخاله لو حل في بلده عشر معشار ما يحل ببلدنا لما نام ليلته ولرفض ان يبقى على قيد الكرسي ثانية واحدة.
أيها العراقي الباكي الذي طشت دموعك المواقع الإلكترونية على الناس وقد كتب تحتها "بكاء مرير لسائق عراقي كبير السن"، من لا يغضب من أجلك سيناله من الذل ما نالك:
وأنعل أبو اللي بچّاك!