العلوم والجرم المحتوم!!

 

 

ما أبدع العقل علما إلا تحول إلى عدوان!

الإختراعات والإكتشافات , لا يبرأ واحد منها من جرم مشهود!

 

الطائرة حال اختراعها , أستخدمت في الحرب العالمية الأولى والثانية , ولا تزال أكثر إستخداما للقتل والدمار منها في النقل والتواصل والإنتقال.

 

العلوم الفيزيائية , ما أن بدأت العقول بإكتشاف قوانينها حتى صارت وسائل فتاكة للنوع البشري.

 

علوم الكيمياء , تسببت بضربات كيميائية مروعة لا تزال تعاني منها البشرية , أما الذرة وإستخداماتها فحدث ولا حرج , فقد أستخدمت في الحرب العالمية الثانية , وبعدها , وتطورت بجنون , وسيتم إستخدامها الحتمي المروع مستقبلا.

 

علوم التكنولوجيا بأنواعها , سُخرت للقتل البشري الفظيع , ولتعقيد الحياة لا تسهيلها.

 

علوم البايولوجي , وظفت في الحروب والهجمات المدمرة للوجود في بقاع متعددة من الأرض.

 

العلوم العلوم!!

 

بعضٌ يتمتع بنعمتها , وكثيرون يتمتعون بنقمتها , وفي البشر طاقات عجيبة لتحقيق إرادة الشر في كل خير.

 

حتى العقائد والأديان , تحولت إلى وسائل للقتل والترويع والتدمير الوطني والإجتماعي , والإبادات المقرفة للنوع البشري.

 

هكذا هي تفاعلات الحياة المعاصرة , التي تزداد خطورة واقترابا من الفناء.

 

لأن قرارات التعبير عن الشرور , صارت أعتى وأعظم , وأشد سحقا ومحقا من قدرات التعبير عن الخير , التي لا يضبطها إلا الضمير والوازع الأخلاقي والأعراف والقيم , وهذه في حالة وهن وإضمحلال , مما ينذر بالإنحدار إلى قيعان الجحيم والتحول إلى عصف مأكول.

 

هكذا تبدو قصة الحياة , ورحلة الأرض التي تعبت من الأسر في قبضة الدوران الأبيد!!