الأب الوطني الموؤد!!

 

الأوطان بحاجة لأب!

والوطن اليتيم , وطن عقيم!

والوطن القوي السعيد , إبن أبيه!

فلكل وطنٍ متألق أب!

أبو أمريكا (جورج واشنطن)

أبو الصين (ماو)

أبو تركيا (مصطفى أتاتورك)

أبو الإمارات (الشيخ زايد)

وتأملوا الأوطان المتطورة المتقدمة وستجدون لكل منها أب!

والأوطان المتأخرة المقهورة المضطربة , تفتقد الأب القادر على بنائها ووضع أسس الإنطلاق الحضاري والإنساني المعاصر فيها.

فمعظم البلدان العربية يتيمة , وأضاع العديد من قادتها السابقين والمعاصرين , فرصة تحقيق الأبوة الوطنية , وذلك لعدم إمتلاكهم القدرات النفسية والروحية والإنسانية , والفكرية والثقافية اللازمة للقيام بهذا الدور الحضاري الخلاق.

وفي الكثير من دولنا أضاع القادة دورهم , وابتلعهم الكرسي , كما تبتلع (السويرة) الأشخاص في مياه الأنهار.

فعلى سبيل المثال في العراق , أضيعت الفرص المتوالية , ولا تزال , ولهذا فأن البلد سيمضي يتيما , بلا دليل أو مسار واضح أمين!

وفي ليبيا واليمن ومصر وتونس والجزائر والدول الأخرى , التي تشترك جميعا , بتحقق الفرص والشخص المناسب للصيرورة , لكنه يُصاب بمتلازمة السلطة وداء الكرسي , فيتحول إلى حالة متحركة على حزام دوّار , لا يسمح له بإلتقاط أنفاسه , إلا وقد وجد نفسه على شفا حفرة الختام.

فالأبوة الوطنية الحضارية الصادقة , يحققها الذين انتصروا على الكرسي , وتعقلوا وتفكروا وتأملوا , وتمكنوا من الرؤية الشفافة الواضحة , المستوعبة للمعاني والحاجات الإنسانية , والمكتشفة لآليات صناعة مسيرة الفلاح والصلاح والسؤدد الوطني.

وما دامت المجتمعات العربية يتيمة , لفقدانها للأبوة اللازمة للولادات الحضارية الواعدة , فأنها ستمضي متخبطة , في تداعياتها وويلاتها وأوجاعها , التي تجيد زراعتها ورعايتها , وتعهدها بالنماء والبقاء!