ليس بعد الحق الا الضلال

 

قالت العرب، حكمة نظرية، ايدتها الاحداث، التي تعاقبت على مر السنين، ان "من امن العقاب، ساء الادب" والامر لن يقف عند اساءة الادب، بل يتمادى المسيء، في الاضرار بالناس، عل اساس: "يافرعون ما فرعنك" قال لم اجد من يردني.

القضية ابعد من ذلك، غورا اجتماعيا، اذ يتشجع حتى المسالمون، على النيل من الناس، اذا ما رأوا الى العدوانيين، يتمتعون بحصانات، تعصمهم من الوقوع تحت طائلة القانون؛ فتقيهم العقوبة.

يتحول المجتمع الى غابة، كل يأكل الآخر، مع تواطئ الدولة عن اول جريمة، فكيف وغض الطرف قائم في العراق، لا يزال ولن وما يزال!

"فإذا ما اليأس اودى به، صاح من الاعماق: يا انتِ"

العراقيون الان، كلهم يائسون؛ لان برهان اهمالهم، والضحك.. سخرية من موتهم المجاني، ماثل امامهم، حيثما واجهتهم سيطرة، تفصلها بضع سيطرات عن اختها، وكلهم يحملون جهاز سونار، اريد به كشف المتفجرات، فلم يفلح بكشف ابرة!

وثبت ذلك، بدلالة القانون البريطاني الذي اودع صاحب الشركة المصنعة، والمصدرين، السجن، والقانون العراقي، الذي قضى بمعاقبة المستوردين، لكن اجرائيا، اسهم الجميع بافلاتهم، من العقوبة، ينعمون اللحظة، في رحاب الدول السياحية الفارهة.. بالاسماء.. واحدا واحدا: احمد البدران والاخوين فاضل وهيثم الدباس والبديلان اللذان سلم احدهما ملكية بنك (المتحد) للآخر كي يضيع رأس الخيط منفلتا من يد القضاء، في بلد كل شيء فيه فالت، ما عدا رواتب اعضاء مجلس النواب.. الثابت الوحيد، رديفا لرخص ثمن دماء العراقيين، التي لن يغلى سعرها يوما.

هل تواصل الدولة، غض الطرف عن جوق مستوردي اجهزة كشف المتفجرات.. السونار الفاشل، مشعرة المواطن، بانفصام عرى انتمائه للعراق؛ الذي لا يبالي بدمه.

الدستور يدع مجموعة من المجرمين يفلتون من جزائهم وفاقا لما فعلوه بالشعب، ولا يكتفي بذلك، انما يديم استعمال الجهاز مستهينا بحياة الناس.

عودا الى حكمة التمادي التي قالت بها العرب، فان من ليس له شان بتمرير الممنوعات، سيحاول تجربة تمرير ممنوعات لا حاجة له بها، نكاية بدولة لا تقيم له شأنا.

فالمجتمعات مثل الطفل، وتخضع لعلم نفس الاطفال، وهذا العلم يقول بان الطفل قد يرتكب جريمة، اذا ما اهمله اهله؛ كي يلفت نظرهم.

فجوزوا من جهاز السونار العاطل، كما يسميه الشباب (فاصم) واطلبوا من الانتربول استحضار الدباسين والبدران ومدير بنك (المتحد) لينضموا الى اللواء صباح الشبلي، وآخرين في وزارة الداخلية؛ وليأخذ القانون مجراه.. لا تحبطوه، والا انفلت المواطن البريء من ايديكم متحولا الى مجرم، يتفرعن ملتحقا بانفلات السابقين الذين لم يعاقبوا،... وإذا ذكر الله خروا له ساجدين، يركون وانفقاءات سود، تتكور دمامل على جباههم.