الأجيج الديمقراطي!! |
المجتمع العربي تأجج ديمقراطيا! وحسب الديمقراطية " إفتح يا سمسم". وأغفل آلياتها ومناهجها , وحاجتها لزمن وإعداد ودراسة وبحث ونقاشات طويلة ومتكررة , حتى تستوفي شروطها وتبتكر دستورها وقوانينها ومؤسساتها ورؤيتها ونظريتها. ومن الأسباب الأساسية لتعثر التجربة الديمقراطية العربية , الإندفاعية المتفاقمة الأحلام , التي حمّلت الديمقراطية أكثر مما تطيقه , فقصمت ظهرها وأقعدتها تصرخ من الأوجاع والطعنات السلوكية المروّعة. فالعرب حسبوا الديمقراطية نسيما عليلا سيسري في أصقاع وجودهم , ويعيد تصنيع حياتهم , وكأنها ستأتيهم بالحياة التي يرونها عبر شبكات الإنترنيت. وتوهموا كثيرا بأن السبب واحد والنتيجة واحدة , والديمقراطية هي الحلّ. فاستوردوها كما يستوردون أية بضاعة أخرى , ولكنها كانت بضاعة فاسدة , ومنتهية الصلاحية. لأن الديمقراطية لا يمكن إستيرادها. وإنما هي صناعة وطنية خالصة , ومَن لا يستطيع أن يصنع ما يريده , لا يمكنه أن يصنع الديمقراطية. فلكي نكون ديمقراطيين , علينا أن نتعلم كيف نصنع , أي نحول أفكارنا إلى موجودات فاعلة في الحياة , لأن الديمقراطية أفكار إنسانية يتم تصنيعها , والتعبير عنها وفقا لمناهج عملية واضحة. أما أن تتحول إلى أجيج وحسب , فأنها ستحرق الأخضر واليابس. وهذا ما يتحقق في مجتمعاتنا التي عوّقت الديمقراطية!! |