لماذا ينجح الارهاب في العراق ويفشل في مصر ؟؟ |
اثارت عملية الاغتيال الفاشلة لوزير الداخلية المصري . عدة تساؤلات وتحليات ودراسات , مفادها , هل بامكان المجموعات المسلحة الارهابية , ان تحقق اهدفها في تخريب الامن المصري ؟ وتحرز نجاحات في احداث البلبلة والفوضى في استقرار مصر؟ حتى يسهل على الاخوان الحجة , باظهار الجيش والقوات الامن , عاجزة في صد الهجمات الارهابية , حتى اعطاء الدليل الناجح الى الاخوان , في الهجوم على الحكومة , بانها فاشلة في حماية وصيانة حياة المواطن .واستقرار البلاد بتحول مصر , مثلما يحدث في العراق بالتدهورالاستقرار الامن بشكل كبير وخطير , بفعل النجاحات المتكررة يوميا للعمليات الارهابية , التي تقودها العصابات الملتفة حول تنظيم القاعدة المجرم , في العبث وترويع حياة المواطنين بالقتل اليومي والموت المجاني , والخراب الفادح الذي يعم مناطق العراق , في تسيد الارهاب الدموي . ان الحالة المصرية مختلفة تماما عن الحالة العراقية , ولايوجد نقاط متشابهة بينهم , لاشك ان نتائج مطاردة الجيش المصري , لمجموعات المسلحة الارهابية في سيناء , تحقق تقدما كبيرا , في حصر هذه المجموعات السلفية المتطرفة , في زوايا ضيقة ومحدودة , ومنعهم من التوسع والتنقل الى مناطق اخرى , لقد فشلوا في نقل المعركة , او نقل الارهاب الدموي داخل المدن المصرية , رغم محاولاتهم الحثيثة , ورغم الدعم الكبير بالمال والسلاح والخبرة في تعلم تشغيل العبوات الناسفة والسيارات المفخفخة , ورغم تلقي الاخوان الدعم الهائل من اطراف مختلفة في تقويض الثورة المصرية , واحباط ارادة الشعب , وخاصة من حماس الفلسطينية ودولة قطر , وقناتهم ( الجزيرة ) التي تحولت الى الناطق الرسمي باسم الاخوان , لم تكتفي بدور الاعلام المزيف , وانما تحاول بالدس والتحريض , ونقل الصور الكاذبة , في سبيل رفع معنويات الاخوان المنهارة . انهم فشلوا فشلا ذريعا بنقل ثقلهم الارهابي الى داخل المدن , بموجات عنف دموية , مثلما يحصل في المدن العراقية وتركيزهم على بغداد . ان اهم عوامل واسباب الفشل , هو التعاون الوثيق والثقة المتبادلة , بين الجيش والقوات الامنية والشعب المصري , الذي سهل كثيرا في تعقب ومطاردة الفلول الارهابية والاجرامية , واثمر هذا التعاون , في الاخفاق الشامل بتحول المدن المصرية الى مدن خراب وتدمير , وها هم الاخوان يرقصون رقصة الموت الاخيرة , بانعزالهم وانفصالهم عن الشعب , بينما في العراق تتحرك العصابات الارهابية بكل حرية وسهولة تامة , ويحققون اهدافهم بيسر ودون مشقة او اعتراض , وبذلك تحول العراق الى بلد الانهيار الامني والخراب الكبير , في كل جوانب الحياة , وما الهجوم الكاسح على السجون ( ابو غريب والتاجي ) إلا انتصار كبير وخطير للمجموعات الارهابية , اذ استطاعوا اطلاق سراح المئات من عتاة المجرمين , ومنهم من كبار قادة تنظيم القاعدة المجرم , وبعضهم محكوم بالاعدام , هذا يدل على اليد الطويلة للارهاب في العراق , وهذا يعزو بشكل اساسي , الى غياب الجهد الاستخباري , وانعدام التعاون والتواصل والثقة , بين الشعب والاجهزة الامنية والعسكرية , وخاصة وان الاجهزة الامنية موبؤة بالعناصر المندسة والعناصر الخسيسة , التي تبيع ذمتها وضميرها من اجل حفنة من المال , والطامة الكبرى غياب المعايير الوطنية , ومعايير الكفاءة والخبرة , في اختيار القيادات الامنية والعسكرية , المعيار الوحيد الذي يعطي المسؤولية لهذه القيادات , هو ارتباطهم بحزب الدعوة وولاءهم الى السيد المالكي ,والكثير من القيادات الامنية والعسكرية , التي كان لها ارتباط وثيق مع النظام الساقط , انتهزت الفرصة الذهبية , لتوليها مهمام حيوية وحساسة في القيادات الامنية والعسكرية , بانخراطهم في حزب الدعوة الحاكم , وبعض هذه القيادات متورطين بشكل كامل , بالتعاون مع العصابات الارهابية وبالفساد المالي , يتعدى المئات الملايين الدولارات , مثال صارخ على ذلك . هروب الى خارج الوطن , قاسم عطا رئيس جهاز المخابرات في بغداد . وناصر الغنام الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية . وحاتم المكصوصي , وكثير من الاسماء القيادية المشرفة على الملف الامني . ان الوضع الامني المنهار , في العراق يسير من سيئ الى أسوأ , اذا لم يتدارك حجم خطورة , بالمعالجة والدراسة وفق المعايير الوطنية لا الحزبية , وفق مقاييس الكفاءة والخبرة وفق مفهوم . الرجل المناسب في المكان المناسب. |