العراق وزمن القتلة ..!

 

 

 

 

 

 

تنتشر الجريمة الآن في بلادنا على نحو يبدو فيه الحال ، أننا نعيش في زمن القتلة ، وهذا الغياب لدور الحكومة والقانون في حماية أرواح الناس ، بل ان البعض صار يشعر بأن المؤسسة الأمنية صارت تنأى بنفسها وهي تتحاشى عصابات الجريمة الطائفية ،او تتستر عليها ، وفي الحالتين تواطئ جرمي شنيع ..!

هكذا ترد البيانات الموثقة وروايات الشهود الأحياء عن الجرائم التي تحدث في ديالى والمحمودية وغيرها من مدن حزام بغداد ، وهو مايجري للأسف ضد أفراد وعوائل قبيلة السعدون في الناصرية والبصرة والسماوة من تصفية جسدية طالت نحو 16 شخصا من ابنائهم خلال شهرواحد ، وتهديد مئات العوائل بالتهجير او القتل في سعي مكشوف للتهجير الطائفي .

لااريد القول بأن عشيرة السعدون أحدى مفاخر الوطن العراقي تاريخاً وشهامة ووطنية ، لأن جميع عشائرنا تتشارك في هذه الخصال ، ولكن وجودهم المميز في مدن الجنوب يعطي لهم اثرا استثنائياً في تلاوين الطيف العراقي ووحدة نسيجه الروحي الذي يعطي هوية المدن والمجتمعات تنوعا دون تفرقة طائفية او مذهبية .

فقدان الأمن وفشل الحكومة وفساد مؤسستها الأمنية صار ينتج خسائر فادحة ليس في الأرواح والممتلكات والوضع النفسي وحسب ، وإنما يزحف بإتجاه التغيير الديموغرافي وزعزعة قاعدة المجتمع الأخلاقية ويحولها نحو أنماط سلوكية وحشية ،وغريبة عن طبيعة الفرد العراقي الذي يتصف التسامح والطيبة والكرم وصون الجار وحفظ الأمانة .

ان الذي يحدث في حزام بغداد والبصرة والناصرية وديالى اي مدن التعايش المشترك، يكشف عن موقف عار وإنحطاط غير مسبوق يلحق بموقف الحكومة والقوى السياسية الفاعلة التي دفعت الصراع من منصة الطائفية السياسية الى الطائفية الإجتماعية ، وبواسطة عصابات معروفة التوجهات والمصادر ، وهو مالم يحدث في أكثر تواريخ وأزمنة العراق تخلفاً واضطراباً وانحطاطاً ..!

استمرار هذا الحال وخضوع الوطن لسلوكيات القتلة وتغولهم ،لايطيح بالحكومة ومؤسساتها الأمنية والقانونية بل يمتد لسلطة المؤسسة الدينية والأخلاقية والعشائرية ، وهذا الأمر يدفع الجميع الى الخسائر والتعرض لذات النتائج في أوقات لاحقة .

جرائم الإرهاب والقتل والتهجير تدمر الآن مجتمعنا العراقي وتزرع ماتبقى فيه بالخوف والشعور بالقلق وعدم الإطمئنان للمقبل من الأيام ، وهذا الحال ينذر بضياع واقعي للبلد وتمزق أوصاله تحت سلطة القتلة وعصابات الجريمة ، ولاادري ماهو السّر في تجاهل الحكومة لهذه الجرائم البشعة ، او صمت المرجعية في النجف الأشرف .؟؟