خواطر مغترب

 

 

 

 

 

 

صباحا وانا ذاهبة الى عملي كنت استمع الى الراديو كان المذيع يتحدث بنوع من خفة الظل قائلا قمة الراحة ان تخرج من بيتك صباحا معك المال وسيارتك ممتلئة بالوقود وبطارية موبايلك ممتلئة وفاتورته مدفوعه يا سلاااااام تشعر بانك مسلح ... وانا استمع تمنيت بان تدوم النعمة على كل من انعم عليه الله بالمقابل شعرت بألم مبرح في نفسي عصرتني احشائي بقسوة وكأنها تقتص مني حين تذكرت اهلي في العراق ومعاناتهم .. تذكرت الفقير الذي بات جائعاً .. تذكرت المحروم الذي ينظر بحسرة الى المترفين من فاسدين القوم ... تذكرت الأب الذي ضاقت به الدنيا حين طلب منه ابنه حذاء او كراسا لكنه لا يستطيع شراءه اليه لأنه يشقى طول يومه ليشتري الخبز فقط الخبز ... تذكرت امي واختي التي تجمع العلب من النفايات لتبيع الكيلو منها بخمسة الاف دينار فتمنيت في هذه اللحظة ان انزل على يديهن واقبلها .. تذكرت الشيخ السبعيني الذي يمسح الاحذية على ناصية الشارع .. تذكرت الاطفال اشبال المستقبل ممن يبيعون الاكياس او علب المناديل يجوبون الشوارع ويتسولون بدل ان يكونوا على مقاعد الدراسة اي دراسة اذا كان قد فقد معيله بمفخخة او قتل على الهوية ؟؟؟ تذكرت العراقية الكحيلة التي تبيع الهوى لتتطعم ايتامها ..... تذكرت الخريج الجامعي الذي يعمل حمالا في الشورجة يجر عربة يتذمر حتى الحمار لو اجبر على جرها ... كل هذه المآسي ينهيها بهيمةٍ مفخخ او سيارة ملئها الحاقدون غضبا وكرها وقنابل تنتهي معها ايام الحرمان والعوز والبؤس ... تذكرت وتذكرت وتذكرت .. 
لكم الله ايها العراقيين يا اهل البطر والدلال يامن دللتكم الطبيعة بارض خصبة وانهار جادت عليكم بالخير والعز واذلكم الحكام ... صبحكم الله بالخير ... واسم الله على وطني..