موقع ميناء مبارك جحر ستلدغ منه الكويت مرتين!! |
يبدو أن الكويت لا تريد أن تتعظ من التاريخ القريب . ولا تريد أن تفهم أن علاقات الجوار بين الدول تحكمها مواثيق وعهود دولية ،تجبرها أن تكون في مستوى تلك العلاقات ولا تتجاوزها تحت أي موقف وحالة . والعلاقات العراقية الكويتية التي شابَها مد وجزر في الحقبة الأخيرة لا تنفصل تقريباً عن سياق العلاقات الماضية ، المتوترة ،والقائمة على الشك وعدم الثقة . فقد مارست حكومة الكويت ضغطاً جائراً بأجندة امريكية على العراق من عام 1988 الى غاية 1990 وحاربت الاقتصاد العراقي وسعت على خفض قيمة الدينار العراقي ، وتجاوزت بسرقة النفط العراقي من حقولنا الحدودية وطالبت صدام بتسديد الاموال التي ساهمت فيها حكومة الكويت كمجهود حربي، لانهم كانوا يشعرون بأن ايران خطر عليهم، وعندما تعرض امير الكويت الى محاولة اغتيال اتهموا ايران فيها وطلب الامير الكويتي جابر الصباح من صدام لإخذ ثأره من ايران ، وشن صدام هجوما شرسا على ايران اسماه (بيوم الكويت ) وكان يوما اسود على الشعب العراقي والشعب الايراني لسقوط عدد كبير من الضحايا لإرضاء امراء الكويت . وعلى الرغم من كل ذلك راحت حكومة الكويت وبعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية تطالب العراق بتسديد الاموال الكويتية القذرة وعدوها ديونا وقد دفعت لإشعال فتيل الحرب لا لتطوير البنى التحتية العراقية والضغوط التي مارستها الحكومة الكويتية ضد العراق آنذاك تكلل بالغزو الصدامي للكويت والمؤيد بالضوء الاخضر الامريكي ايضا، عبر السفيرة الامريكية في بغداد ودفع ضريبة ذلك التهور الشعب الكويت والعراقي معا. اليوم حكومة الكويت تعيد نفس الكرّة على اساس انها تتحدى اللدغة مرتين من نفس الجحر ، وراحت بدق مسمار جحا في البلعوم العراقي باختيار أسوأ موقع لميناء مبارك من حيث الجدوى الاقتصادية (في قناة خور عبد الله قرب العوامة 17 ) وسوف لا تجني منه الا القلق الدائم للشعب الكويتي واستياء وغضب الشعب العراقي وزيادة الفرقة والخلافات في مستقبل العلاقات العراقية الكويتية وستخسر الرهان باعتمادها على تعهدات بعض الساسة العراقيين بتمرير هذا المشروع من تحت الطاولة ، لسبب بسيط هوان النظام الحالي قائم على اكثر من 500 حزب وآراء الساسة تتغير عدة مرات بين الصباح والمساء وسوف لا تحصل على الربط السككي وان حصلت عليه سيغلق في كل تظاهرة واحتجاج شعبي وفي جميع الاحول فحكومة الكويت اشترت القلق الدائم لشعبها ولابد لها من لدغة نفس الجحر مرتين.....بل ستلدغ مرات ومرات مادامت سياستها عدوانية مع الشعب العراقي وحينها لن يبقى لها اصبع تعضه ندماً....
|