الغباء السائد والذكاء البائد!!

 

 

 

 

 

 

العالم المعاصر ميدان لصراع وتفاعل الأذكياء.

وكل أمة تؤهل أذكى أبنائها ليكونوا في مقدمة الركب.

وتحملهم مسؤولية الحاضر والمستقبل , وإرادة المصير.

والمجتمعات القوية ذات قدرات وطاقات ذكية.

والمجتمعات الضعيفة ضحية الكراسي الغبية.

وكلما إزدادت المسافة ما بين درجات الذكاء والغباء , إزدادت الفواصل ما بين الحالتين.

فالذكاء قوة.

والغباء ضعف.

وجمهرة من العقول الذكية المتفاعلة , تؤسس لحالة ذكية فائقة ومتميزة.

ومجموعة من العقول الغبية , تؤدي إلى صياغات أشد غباءً من واحدها.

وفي هذا الخضم القائم في الحياة , تتحدد معالم وإتجاهات الصيرورات الوطنية والمصيرية لكل مجتمع.

ففي المجتمعات المتقدمة يكون القادة , أكثر ذكاءً من المجموع العام , والمجتمع يمتلك آليات لتأهيل الأذكياء للوصول إلى مقدمة الركب وقيادة المسير , فيكون التفاعل والتنافس ما بين جمهرة الأذكياء , والمُعبّرين عن ذكائهم بما أوجدوه من مؤسسات ومشاريع , وصناعات ومبتكرات وإختراعات  , ومنطلقات لرؤية الحاضر والمستقبل.

وفي المجتمعات المتأخرة , يكون القادة أصحاب ذكاء ضمن المعدل العام أو أقل منه , ولا تجد بينهم مَن هو صاحب ذكاء فائق , لأن هذه المجتمعات أوجدت آليات لإبادة الأذكياء , وطردهم وتهجيرهم والتخلص منهم , ذلك أن معاشر الأغبياء هم الذين يتمتعون بالقوة والقرار.

والذكاء يقاس اليوم من الكلام , والخطب والقدرة على إستخدام اللغة , ومن القرارات وإمكانية إدارة الحوار والتفاعل مع الآخر , وفي قابلية حلّ المشاكل والثقافة العامة.

ولو قيّمنا أصحاب الكراسي في مجتمعاتنا , لوجدناهم يعجزون عن حل المشاكل , بل بوجودهم  تتفاقم , والأوضاع تتأزم , وتراهم يتمتعون بإدامتها والتوحل فيها.

ولو قارنا بين أي مسؤول في المجتمعات المتقدمة , وأي مسؤول في مجتمعاتنا , لإتضح الفرق في درجة الذكاء.

فتأملوا ما يحصل في مجالس المجتمعات المتقدمة ومجالس مجتمعاتنا , وقارنوا قدرات الخطاب وإستعمال اللغة , والنباهة والبديهية وسرعة الإجابة الدقيقة , وقدرات النظر والتقدير , وستعرفون لماذا نحن لا نستطيع حل أي مشكلة , وهم مؤهلون لإيجاد الحلول لأية مشكلة؟

فهل من إرادة وآلية لدفع الأذكياء إلى مقدمة ركب الحياة , في مجتمعاتنا المبتلاة بغيرهم , لكي نعاصر ونكون؟!!