الحكومة والارهاب والضحية..!

 

 

 

 

 

 

انتقاد الحكومة وتحميلها اللوم بالإنهيار اليومي في الوضع الأمني ، لم يعد مجدياً للاسف الشديد ، وهنا تبدأ المشكلة عندما يتعذر على الحكومة ان تجد حلولاً في حماية ارواح المواطنين ، وتتعرف على مصادر الإرهاب وكيفية ايقافه او علاجه ، هذا الأمر يضع القوى الأرهابية في استمرارية فعل ينجز أهدافه الإنتقامية ، وسط صمت واستسلام المؤسسة الأمنية التي صارت تلجأ لأسلوب تخفيض أرقام الضحايا هروباً من مأزق الفشل اليومي الذي يمر بذات الآليات .

ضعف المؤسسة الأمنية وكفاءتها ، منوط بضعف المؤسسة السياسية الحاكمة ، وهذا الملف الذي صار يتضخم بفشله في تعاقب إجرامي لقوى الإرهاب ، وتراكم في حجم الخسائر والضحايا دون استثناء لاي مكون او مدينة عراقية ، صار يضغط ببيانات واقعية نفسية ومعيشية تسقط شرعية وجود الحكومة بكونها لاتستطيع القيام بواجبها الأساس وهو حماية أرواح الناس الذين تحكمهم .

تلك القراءات تعطي قوة للحضور والتأثير اليومي للقوى الأرهابية وتفوقها في إعطاء المواطن وقتاً آمنأً ، ام تقدم له الموت الزؤام في جملة هجمات منسقة تحقق أهدافها بخسائر يومية تنسجم مع الرؤية الإستراتيجية للقوى الأرهابية وهي انتزاع اي منجز أمني تتبجح به الحكومة .

المشكلة ان الهروب اليومي للحكومة ومؤسستها الأمنية عن مسؤوليتها اصبح كأنه تقليد طبيعي مغطى بالصمت او إجراءات ممنوع التجوال .

الصفحة الأولى في ضعف المؤسسة الأمنية وإكتفائها بعناوين براقة وكبيرة من قيادات وجنرالات وحمايات وتخصيصات ، انها جزء من بيروقراطية سياسية غير مهنية ، ولايربطها نسيج الإخلاص الوطني وإلا كيف نفسر هروب قائد فرقة ، ومديراستخبارات ، ورئيس دائرة المخابرات ووغيرها من غرائب المؤسسة الأمنية وتراكيب الفساد والصفقات المشبوهة التي ينتصب ثمنها أموال العراقيين وأرواحهم .

اليوم حدثت تفجيرات في مجموعة من مدن الجنوب والفرات الأوسط وغدا او بعد غد تتكرر في المدن الغربية والشمالية ، ثم تعود الهجمات ضد بغداد هذه الدورة الأسبوعبة لم تعط درساً للمؤسسة الأمنية ولم تغير من واقعها المتخم بضعف الإرادة والخبرة والقرار .

سيبقى العراق ينزف وتتراكم إرقام الضحايا في قبول مخز من حكومة لاتملك حلا سوى حماية نفسها في المنطقة الخضراء ، وبهذا فأن المنطق يقضي ان تحاكم لأنها مشتركة سلبياً بفعل الأرهاب ونتائجه ، فهي لاتملك قدرة على ايقاف هدر الأرواح والممتلكات ولابمقدورها ان تعتذر للشعب وتستقيل كما تقتضي الأخلاق بحسب شرائع الأرض والسماء .