اندفع العراقيون بقوة، منذ 9 نيسان 2003، نحو الحياة المدنية، آملين برفاه اقتصادي، بعد زوال كابوس العسكرة، الذي جثم على صدورهم، طيلة حكم النظام السابق.
الرفاه، اختطفته يد الارهاب، في لعبة كبرى.. مدروسة، نظير التخبطات العشوائية.. الساذجة، من قبل الكيانات السياسية، التي تواجدت على الساحة السياسية، تسد فراغ الاطاحة بصدام حسين.
اذا اختطف الارهاب رفاه العراقيين، منغصا لذة التحرر من الطاغية؛ فانهم.. هم ذاتهم، ضيعوا فرصة بناء مجتمع مدني مثالي؛ بسبب تصدي (القفاصة) وشذاذ الافاق، لتأسيس منظمات مجتمع مدني 90% منها وهمي، تقاضى من الامم المتحدة، وقوات الائتلاف والدولة العراقية في ما بعد، مبالغ فلكية، و(هرب بالدخل) كما يصطلح البغادلة على العامل الذي يغادر وظيفته، بعد ان يسهي الاسطة، فيسرق وارد اليوم ويهرب.
شاهدت سيدة فائقة الجمال، تتسلم نصف مليون دولار، بحضوري، للشروع بانشاء مدرسة فرنسية في الكوت، العام 2005، وها نحن في 2013 ولم نسمع عن مدرسة فرنسية، لا في الكوت ولا اي من محافظات العراق.
ويضغط علي جمع من (مستلوتين) لحضور فعاليات منظمتهم التي تعنى بالثقافة والقانون وحقوق الانسان والمرأة والطفل والاداب والفنون.
ينظمون فعالياتهم في مدرسة ابتدائية، يتوسلون مديرتها كي تفتح لهم صفا بعد الدوام، ويصورون الحاضرين، مبتزين الجهات المانحة عشرات الالوف من الدولارات.
ومن (هالمال) حمل جمالا، حتى انقطع سبيل المعروف، وسحبت الجهات المانحة يدها، عن دعم شعب، (تذبه) على رأسه ينزل على اقدامه، متملصا بطروحات، ساوم بها، مبتزا مصادر التمويل الانسانية، بدم الشهداء وبؤس اليتامى وفاقة الارامل وحاجة المطلقات وانتشال المشردين من الشوارع؛ كي ينتظموا في مدرسة فرنسية، بـ (الكوت).
ضاعت هيبة الثقافة المجتمعية، مقابل ترديد مؤسسي منظمات المجتمع المدني لمفردة (دعم) حتى سأمت ملاكات اليونسكو العاملة في العراق الاصغاء لهؤلاء، وقطعت الدولة العراقية الطريق عليهم، بوضع شروط، تكشف الغث المخادع من السمين الممتلئ صدقا، لكنهم ما زالوا يتقنون الالتفاف (ما تصير الهم جارة).
لأن كثيرين تحولوا من العمل نشالة في الكراجات الى رؤساء منظمات مجتمع مدني، وابن الكار لا راد لسطوته المهيمنة لأنه اعرف بسبل النفاذ مخترقا التدابير التحوطية.
فلم يبق سوى الكف عن دعم منظمات المجتمع المدني، لتعذر التمييز بين الصدق والكذب، ضمن مجتمع يحمل الفرد فيه النقائض، ويؤمن برأيين متنافرين، يدافع عن كليهما باستماتة، مقدما الحجج الداعمة.
فهل ثمة امل بحوار ايجابي مع دعاة الطفولة والشهداء والثقافىة والمرأة وحقوق الانسان، ومن حيث ما ورد دعما، اضافوا اسما...
|