الملف الامني وتداعياته اصبح هاجس المواطن العراقي وخشيته من نتائج اخرى، ما حصل امس الاحد 15 أيلول الجاري في المحافظات العراقية لم يكن مفاجئا، لان مثل هذه العمليات الارهابية باتت تتكرر اسبوعيا من دون ايجاد الحلول لاحتوائها والثمن الدم العراقي. يبقى الملف الامني من اهم الملفات التي يجب ايلائها الاهتمام الكافي وفي جميع الظروف، الامن ليس في الاليات التي تجوب الشوارع، وليس بالعناصر التي تؤلف تشكيلات السيطرات الدائمية والوقتية، توفير الامن يعني غياب الخوف لدى المواطن، وكلما غاب الخوف تكون هناك سيطرة امنية تساهم في ديمومة الحياة، لان الامن هو احساس الافراد والجماعات التي يتشكل منها المجتمع بالشعور بالطمأنينة التي تحفزهم على العمل، الملف الامني كلف العراق وشعبه الكثير، من دون انكار الانجازات الامنية التي تحققت خلال الاعوام المنصرمة، لابد من الوقوف عند الاخفاقات ايضا، كما معلوم ان معرفة اسباب الخروقات الامنية وتشخيصها بغية تجاوزها تساهم في تحقيق انجازات متلاحقة، واية خطة امنية او السياسة الامنية الهدف منها تحقيق امن الفرد بجانب امن الدولة (الدكتور خليل حسين). العنف اليوم ياخذ اشكالا متعددة ولم تقتصر على السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة كما يتصور البعض، الارهاب اليوم يستهدف المواطن في كل مكان وبابشع الوسائل لايقاع اكبر عدد من الضحايا، ذبح عوائل كاملة وفي اكثر من مكان، لم يقتصر العدو على ذبح العوائل فقط بل يقوم بتفجير المنازل بعد ارتكاب الجريمة، استهداف المساجد ودور العبادة في بغداد والمحافظات وكذلك المقاهي ومجالس العزاء وزرع العبوات الناسفة، بالاضافة الى عودة تهجير العوائل هنا وهناك كلها مؤشرات خطيرة جدا في زعزعة الوضع العام وعودة الخوف ليلقي بظلاله، الشارع العراقي يعاني كثيرا ولاسيما بعد تنفيذ اية عملية ارهابية من حيث الاجراءات التي اصبحت معروفة لدى الجميع حيث يتم تكثيف السيطرات واختلاق الزحامات، بالاضافة الى اجراء تطويق المدن والاحياء واعتماد بطاقة السكن للمرور، كل هذه الاجراءات يتقبلها المواطن ان كانت تحقق الامن في الشارع. غياب الخوف لدى المواطن لاياتي اعتباطا ومن خلال المؤتمرات الصحفية، انها تاتي بوجود عقلية امنية قادرة على قراءة العدو قبل القيام باعماله الاجرامية ووضع الخطط الامنية الكفيلة باحباطها، الفترة الطويلة والصراع المفتوح من العدو يجب ان تكون كافية للخطط الامنية كي تاتي ثمارها، ولكن يبدو ان القراءة تاتي بعد تنفيذ العمليات الارهابية، وفي هذه الحالة يكون العدو ابتكر وسيلة اخرى لايقاع الاذى بالعراقيين الابرياء. السيارات المفخخة وتهجير العوائل وذبح المساكين الآمنين من المدنيين او رجال الامن، والاغتيالات بالاسلحة الكاتمة وتفخيخ الدور السكنية واستهداف دور العبادة تعيد شريط تلك الايام السوداء التي مرت بالعراقيين سابقا، الظرف يحتم تغيير العقلية الامنية قبل الخطط الامنية لتحقيق النصر في الحرب المفتوحة مع الارهاب كما اعلنت وزارة الداخلية وذلك لمواجهة التحديات المستقبلية، التي ستكون كبيرة نتيجة الاحداث الاقليمية المفتوحة على جميع الاحتمالات.
|