هكذا تكلم الطبطبائي عن ميناء مبارك

تعقيب على مقالة الدكتور وليد الطبطبائي التي نشرتها جريدة (الوطن) الكويتية في 27/7/2011 بعنوان (ميناء مبارك فكرة غير مناسبة) يبقى الحق حقا, والعدل عدلا, ولا يعترض عليهما أحد, لأنهما يشكلان أعمدة الحكمة والمنطق, وتبنى عليهما المواقف الصحيحة الثابتة, فالدولة الحكيمة العاقلة هي التي تسعى لتحقيق الحد الأدنى من العدل والإنصاف والاستقرار في علاقاتها الودية مع جيرانها, ويتعين عليها أن تقول الحق حتى لو كان مر المذاق. من هذا المنطلق يتعين على الأصوات المتشنجة في الكويت أن تقرأ ما كتبه الدكتور (وليد الطبطبائي) عن ميناء مبارك, فقد تحدث الرجل بلغة علمية رصينة لا تخلو من مفردات التجريح والإساءة للشعب العراقي, من مثل لفظة (ينعقون), التي حرص على دسها في مقدمة مقالته, متناسيا أهم مبادئ الحوار (الإسلامي) المتحضر, ولم يعمل بقاعدة: (وجادلهم بالتي هي أحسن), ولا بقاعدة: (ادفع بالتي هي أحسن), ولا بقاعدة (إكعد عوج وإحجي عدل) التي آمن بها عرب الشيخ متعب, ولسنا هنا بصدد الرد عليه بالمثل, خصوصاً بعد أن أصبحت العبارات المعادية للعراق سنة صحفية كويتية, والعدول عنها بدعة وضلالة. تناول الطبطبائي سلبيات مشروع ميناء مبارك من النواحي الفنية والمالية والأمنية والسياسية والإستراتيجية, مبينا فشل هذا المشروع في المستقبل القريب, ومحذرا من تفجر الأوضاع الحدودية عند تقاطعات المسارات الملاحية المتشاطئة. واختتم الطبطبائي مقالته بجملة من الحلول والمقترحات طرحها على الحكومة الكويتية, تلخصت باختيار موقع بديل للمشروع, بحيث يكون خارج مناطق التوتر, أو اللجوء إلى الاستفادة من الأموال المهدورة في جزيرة (بوبيان), وتوظيفها في توسيع مينائي (الشعيبة), و(الدوحة), أو نقل المشروع إلى جزيرة (فيلكا) واستغلال موقعها البحري العميق, وإنشاء جسر (بحري - بري) بين الكويت وجزيرة (فيلكا), والسعي لربطها بخطوط السكك الحديدية لنقل الحاويات من والى الجزيرة, أو تزحيف موقع المشروع ونقله إلى الطرف الجنوبي من جزيرة (بوبيان), على أن تكرس الحكومة الكويتية جهودها لتحويل الموقع الحالي للمشروع إلى قاعدة بحرية عسكرية كويتية متقدمة, تكون على أهبة الاستعداد عند خطوط المواجهات الساخنة مع إيران أو مع العراق. ختاما نقول: إذا كان هذا موقف النائب الكويتي المعروف بمواقفه البرلمانية المتشددة, وهذا هو رأيه المعترض على إقامة مشروع بوبيان على هذه الجزيرة الضحلة, المهجورة, القريبة من خطوط التماس مع العراق, والمحاذية لسواحل الفاو, فما الذي ستقوله الأصوات العراقية المدافعة عن المشروع الكويتي بعد الآن ؟, فالرجل من الكويت, وينتمي إلى الكتلة البرلمانية المشهورة بمواقفها المتصلبة, لكنه تكلم بلسان برلماني فصيح, وصاح بأعلى صوته: (أن فكرة ميناء بوبيان فكرة غير مناسبة), واختار هذه الصيحة المدوية عنواناً لمقالته التي ننشرها هنا من باب التعرف على الأصوات الكويتية المعارضة للمشروع المينائي الاستفزازي. وشهد شاهد من أهلها. . = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = ميناء بوبيان.. فكرة غير مناسبة جريدة (الوطن) الكويتية في 27/7/2011 د. وليد الطبطبائي لدي وجهة نظر قديمة في فكرة إنشاء ميناء مبارك الكبير في المكان المحدد له في جزيرة بوبيان، وسكت عنها بعدما مضى قطار المشروع وتم وضع حجر الأساس له، فلم تعد المعارضة لهذا المشروع مجزية، ولكن بعد أن تعالت الأصوات التي تنعق من العراق ضد هذا الميناء، فقد أضافت هذه المعارضة العراقية أسباباً أخرى لمعارضة هذا المشروع، وعليه سأذكر كل الأسباب القديمة والجديدة لمعارضتنا لمشروع ميناء بوبيان: أولا: من الناحية الفنية: تعتبر الممرات المائية ضحلة وتحتاج إلى تعميق دائم بسبب الطمي المتواصل من قبل شط العرب، وعليه فإنه يجب وضع عمليات التعميق بشكل لا يتوقف مما يجعل من المكان فنياً غير مناسب. ثانيا: من الناحية المالية: كلفة تعميق الممرات المائية المتواصل تزيد من كلفة تشغيل الميناء وستذهب الإيرادات المتوقعة لمصلحة عمليات تعميق الممرات المائية وبعد موقع الميناء يجعله يحتاج إلى بنية تحتية لها كلفة عالية. ثالثا: من الناحية الأمنية: وجود الميناء على مقربة من الأراضي الإيرانية وطبعاً العراقية حيث لا يبعد البر الإيراني عن مجرى السفن القادمة عن 40 كم مما يجعلها هدفاً سهلاً لصواريخ الكاتيوشا ونحوها مما يجعل من الدخول للميناء مخاطرة أمنية في حال حصل توتر في المنطقة. رابعا: من الناحية السياسية: وجود الميناء في هذا الموقع سيجعل منه شماعة للسياسيين العراقيين للهجوم على الكويت، ويكون مسمار جحا لهم بأن الكويت تسعى للإضرار بمصالح العراق وهو أمر يستمر ربما لنحو 50 سنة قادمة. خامسا: من الناحية الإستراتيجية: لماذا وجد هذا الميناء أصلا في بوبيان وبالتحديد في هذه المنطقة ؟! الجواب: لأجل تسهيل التجارة ونقل البضائع لإيران والعراق، فإذا كانت هاتان الدولتان تعارضان هذا المشروع بشكل مباشر أو غير مباشر، فكيف سيتم تسويق هذا المشروع ونقل البضائع منه للجانبين العراقي والإيراني وهما يعارضان موقع الميناء؟!!. ما هو الحل؟! الحل باختيار موقع آخر بعيد عن مناطق التوتر, أو بتوسيع ميناءي الشعيبة, أو الدوحة، أو بجعله في جزيرة فيلكا, وعمل جسر مع فيلكا وخط سكة حديد لنقل الحاويات من الجزيرة أو بنقله إلى الجهة الجنوبية من جزيرة بوبيان وليس كما هو في الجهة المقابلة لإيران.. أما الموقع الحالي والذي يجرى تجهيزه فيتم تحويله إلى ميناء عسكري أو قاعدة عسكرية بحرية لحماية شواطئنا المواجهة لإيران والعراق.